افتتحت مساء أمس الخميس، الدورة ال45 لمهرجان قرطاج الدولى باوبيريت تحتفى بمئوية شاعر تونس الكبير أبو القاسم الشابى ووسط شائعة نفاها المطرب الفرنسى شارل ازنافور روجت لإعلانه اعتزال الفن من على مسرح قرطاج. وقدم نحو 60 راقصاً وراقصة والعديد من الممثلين التونسيين أمام نحو تسعة آلاف متفرج احتشدوا فى مسرح قرطاج الرومانى فى الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، عرضاً شبابياً ضخماً بعنوان "الصباح الجديد" احتفاءً بمئوية الشاعر التونسى الكبير أبو القاسم الشابى. وكان الاحتفاء بمئوية الشابى انطلق فى تونس فى 24 فبراير فى ذكرى يوم مولده عام 1909 على أن تختتم فى التاسع من أكتوبر ذكرى وفاته سنة 1934. واحتوت الأوبيرت، التى أنتجتها وحيدة صغير البلطاجى خصيصاً للمهرجان، على سبعة لوحات راقصة عكست صراع الشابى ضد الذات الخاملة والظلم والطغيان وطمس الهوية وانتصاره لإرادة الحياة بما تحمله من أمل وحب البقاء، كما أعادت إشعاره التى غنتها أصوات شابة من تلحين رشيد يدعس إلى الأذهان أحداثاً عاشتها تونس خلال فترة الاستعمار الفرنسى (1881-1956). وعلى أنغام موسيقى عصرية أظهر العرض، على مدى نحو الساعة ونصف الساعة وسط أجواء غلب عليها الفرح والبهجة، تمسك الشباب ب"شاعر الحياة والحب والوطن" وتطلعه لبناء "صباح جديد" مبنى على التفاؤل والعمل الدؤوب. وقالت البلطاجى التى بدت سعيدة جداً بالعرض، إن الفكرة مستوحاة من "سنة الاحتفاء بالشابى التى أعلن عنها قبل سنة"، مضيفة أن "الأوبيرت التى اعتمدت فى جزء كبير منها على الغناء والتمثيل والرقص وكان للجسد حضور كبير فيها تحمل نظرة إلى المستقبل بعيون تونسية شابة". ويستمر مهرجان قرطاج الدولى الذى يحتفى أيضا بمئوية المبدعين التونسيين المطرب الهادى الجوينى والأديب على الدوعاجى حتى 17 أغسطس بمشاركة عدد من كبار الفنانين العرب والأجانب، أبرزهم الفرنسى شارل ازنافور، الذى أكد المنظمون قدومه إلى تونس لإحياء "حفل استثنائى" رغم ما أثير من جدل حول شائعة إعلانه تقاعده من على خشبة مسرح قرطاج التى كانت نشرتها صحيفة "الصباح" المحلية الأحد الماضى. وأكدت إدارة المهرجان "عدم حصول أى تغيير فى البرمجة وأن المطرب الفرنسى سيصل إلى تونس الأحد 19 يوليو وسيحيى حفلاً ساهراً فى 21 منه". وفى المقابل قال مسئول بصحيفة "الصباح"، إن "الصحفى "الذى نشر الخبر الذى نفاه ازنافور"، أوقف عن العمل والتحقيق معه جار" فى حين فضل الصحفى صاحب المقال "عدم التعليق على الأمر أو الحديث فيه". وكانت "الصباح" أوردت الأحد، أن ازنافور سيعلن فى قرطاج تقاعده، استناداً إلى مقابلة حصرية أجريت معه. ونفى المغنى الفرنسى (85 عاماً) "نفياً قاطعاً" هذه الشائعات وقال "إننى أنفى نفياً قاطعاً هذه المعلومات غير الصحيحة". وأوضح "لم أرَ أبداً هذا الصحفى ولم يتصل بي. هذا أمر غير نزيه إطلاقاً إننى غاضب جداً لأنه لا يحق لأحد أن يتكلم باسم شخص لم يلتقِ به يوماً. إذا أرادوا تدميرى فهذه أفضل طريقة". وأكد المكتب الإعلامى لشارل ازنافور، أن المطرب الفرنسى سيقدم عروضاً فى لبنان "مهرجان بيت الدين" ثم تونس "مهرجان قرطاج" فى 21 يوليو ثم فى كولمار "فرنسا" فى السابع من أغسطس قبل أن يبدأ فى سبتمبر جولة فى أمريكا الجنوبية. كما سيصدر ازنافور ألبوما جديدا من موسيقى الجاز فى 30 نوفمبر. وفى الدورة الجديدة من مهرجان قرطاج أيضا حفلات موسيقية وأعمال راقصة وعروض مسرحية من تونس والعراق ولبنان ومصر والجزائر وإيطاليا وفرنساوالولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية ومالى والبنين والمجر وباكستان. وتشتمل الدورة الجديدة، التى ستختتم بعرض "البساط الأحمر" للتونسى رياض الفهرى، على 36 عرضاً تونسياً وعربياً ودولياً. ومن أبرز المطربين والفنانين التونسيين المشاركين فى المهرجان صابر الرباعى ولطفى بوشناق وأمينة فاخت ومحمد القرفى. عربياً يستقطب المهرجان أسماء لامعة بينها هذه السنة وردة الجزائرية والشاب خالد من الجزائر ومارسيل خليفة وأليسا وملحم بركات وعاصى الحلانى ونوال الزغبى من لبنان وعمرو دياب وشيرين عبد الوهاب وإيهاب توفيق من مصر والعراقى ماجد المهندس. ومن الفنانين الفرنسيين الآخرين المشاركين فى المهرجان باتريسيا كاس وناتالى كوردون. ومن العروض الأجنبية الأخرى يقدم المهرجان حفلا للفنان الباكستانى على خان و"سهرة شبابية" من الولاياتالمتحدة وسهرات أخرى لفرق أفريقية. واشتهر المهرجان منذ نشأته قبل 45 عاما بأنه البوابة الحقيقية لمنح تأشيرة النجومية للعديد من المغنين لاسيما العرب. ومنذ العام 1964 غنى على خشبة المسرح الرومانى فى قرطاج فنانون كبار مثل كوكب الشرق أم كلثوم وفيروز وماجدة الرومى وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفائزة أحمد وميريام ماكيبا وغوغوش.