أكد د.على جمعة مفتى الجمهورية، أنه لا يحق للإنسان تبعا للمنهج الإسلامى أن يستأثر بخيرات الكون وطيباته دون غيره على المستوى الزمانى أو المكانى، وأن الخلافة والأمانة التى هى وظيفة الإنسان فى الأرض تعنى ضرورة الاعتناء بالبيئة وبجميع الكائنات، وأن الانتفاع بها حق مكفول للجميع ومشترك بين الناس بصفتهم الإنسانية، الأمر الذى لم يجعله الله حقاً لقوم أو فئة دون غيرها. وقال جمعة فى الكلمة التى سيلقيها فى مؤتمر حماية البيئة بتركيا، والذى سوف تبدأ فعالياته من 5-7 من الشهر الجارى، إن الإسلام تعامل مع الطبيعة والكون من منطلق الحب والاحترام، وهو مستوى رفيع يزيد على مستوى المحافظة والتنمية، وأن الكون فى المنظور الإسلامى طائع لله يسبح ويسجد، يحب الطائعين ويبكى رحيلهم عن الدنيا ويبغض العاصين الكافرين. وأضاف أن الشريعة الإسلامية التى أوجبت على الإنسان المحافظة والرحمة والرفق بالكون والبيئة، أوجبت له حقا يُطَالِبُ به، وهو أن يعيش فى بيئة نظيفة جميلة، يشعر فيها بالحرية والكرامة، وأمر الناس جميعاً بالمشاركة والتعاون على عدم إفساد البيئة، مشيراً إلى أن الشرع الإسلامى لم يقف عند حدود المحافظة على البيئة بل تعداها إلى تنميتها والإصلاح فيها، وحث على العمل والتفكر والبحث عن أسرار الكون كإحدى الدلالات على الوجود الإلهى.