احتفت الصحف اللبنانية بالتغيير السياسى الذى شهدته مصر أمس، بتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا للبلاد، معتبرة أن ميدان التحرير وكافة الميادين أسقطت حكم جماعة الإخوان المسلمين بحراسة الجيش. ورأت صحيفة "السفير" أن الشعب المصرى حقق إنجازا تاريخيا سيكون إيذاناً بفجر عربى جديد، وأُسقط الرئيس الإخوانى محمد مرسى بعد سنتين وبضعة شهور من إسقاط حسنى مبارك. ولفتت إلى أن المملكة العربية السعودية كانت أول دولة تبادر إلى تهنئة "الرئيس الجديد"، بينما تريثت مختلف العواصم الدولية والعربية فى إعلان موقفها. وقالت، إنه على المستوى الشعبى عمت الفرحة مختلف الأقطار العربية وعبر شبابها عن غبطتهم بهذا الإنجاز التاريخى الذى سيشكل نقطة تحول فى اتجاه الغد الأفضل، خصوصا أن تأثيراته ستنعكس إيجابا على حركة التغيير المتصاعد زخمها فى العديد من الأقطار العربية الغارقة فى مخاطر الحروب الأهلية، أو المهددة بتفجرها عبر تغييب الوطنية فى غياهب الحركات الدينية التى ثبت أنها لا تملك برنامجا للتغيير، كما ثبت ارتباطها الوثيق بالقرار الأمريكى وتهاونها إلى حد التذلل مع العدو الإسرائيلى. وتحت عنوان "الميدان يسترد الثورة من الإخوان"، تناولت صحيفة "المستقبل" التطور التاريخى الذى شهدته مصر، وأشارت إلى أن القاهرة اشتعلت مساء أمس بالفرحة العارمة بطريقة هستيرية فور إنهاء وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسى بيانه الذى أعاد الثورة إلى أبنائها بعد مرور سنة كاملة، التى اعتبر معارضو ميدان التحرير أنها كانت مختطفة من جماعة "الإخوان المسلمين". أما صحيفة "النهار"، فقد قالت إن مصر طوت أمس صفحة قصيرة مضطربة من تاريخها، وأسقطت حكم "الإخوان المسلمين" فى ثورة الأيام الأربعة التى زحف فيها الملايين إلى الشوارع، للمطالبة بتنحية الرئيس محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قبل أن يقف الجيش فى صفهم ويتبنى مطالبهم، نازعا فتيل مواجهات دموية محتملة كانت تهدد البلاد بحرب أهلية. وأشارت إلى أنه كما فى "ثورة 25 يناير"، حبس المصريون أنفاس العالم مع ثورتهم الثانية، كما أحيوا الآمال فى تصحيح مسار التغيير فى العالم العربى، بعد سنة من الأزمات السياسية التى تطورت أحيانا إلى مواجهات دموية.