القاهرة :- فى تطور غير مسبوق لثورة الشعب المصرى على النظام ومطالبته بإسقاط كل رموزه، جاء قرار الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالتخلى عن منصبه بعد حكم دام ثلاثين عاما وكلف الجيش بتولي السلطة بدءا من يوم أمس. خطاب التنحى واعلن نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان في بيان مقتضب اذاعه التلفزيون انه "في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد". وجاء تنحي مبارك بعد اقل من شهر من سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في تونس اثر انتفاضة شعبية تبعتها موجة من الاحتجاجات في عدة دول عربية. الجيش والشعب .. يد واحدة!! واكد المجلس العسكري بعيد توليه السلطة انه "لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب". وقال في بيان "امام مطالب شعبنا العظيم في كل مكان باحداث تغييرات جذرية فان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الامر وسيصدر لاحقا بيانات تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع مؤكدا انه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب". شهداء الحرية! ووجه الجيش في بيانه "كل التحية والاعزاز لارواح الشهداء الذين ضحوا بارواحهم فداء لحرية وامن بلدهم" في اشارة الى ضحايا الانتفاضة في مصر حيث قتل نحو 300 شخص خلال محاولات قوات الامن قمع التظاهرات وفقا للامم المتحدة. كما قام وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي الذي يراس المجلس العسكري مساء الجمعة بجولة في سيارته امام قصر الرئاسة في منطقة مصر الجديدة، شرق القاهرة، وتبادل التحية مع جمهور كان يحتفل برحيل مبارك، بحسب مصور وكالة فرانس برس. وقال مصور فرانس برس ان المشير طنطاوي، الذي يشغل منصب وزير الدفاع منذ عشرين عاما، قام بجولة في سيارته ورآه مصريون كانوا يحتفلون في الشوارع برحيل مبارك فهللوا له ورد لهم التحية ملوحا بيده. وكان المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله اكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان مبارك الذي غادر القاهرة الجمعة موجود "في شرم الشيخ". فرحة عارمة! وفور اعلان استقالة مبارك (82 عاما) بعد ان حكم البلاد 30 عاما، عمت الفرحة مئات الاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير، معقل حركة الاحتجاج بوسط القاهرة. بكاء وتأثر!! واخذ المتظاهرون يهتفون في حالة هستيرية "الشعب خلاص اسقط النظام" وهم يصرخون فرحا ويلوحون بالاعلام المصرية. كما فقد البعض الوعي من شدة التاثر بينما اخذ اخرون في البكاء من فرط الفرحة. مبروك لمصر!! وكتب الشاب وائل غنيم خبير الانترنت الذي اصبح رمزا للثورة الشعبية في مصر على موقع تويتر "مبروك لمصر". وقال المعارض المصري محمد البرادعي لشبكة الجزيرة القطرية "عدنا الى الحياة ومصر اليوم حرة وفخورة. وحيا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساء الجمعة شباب مصر وجيشها على "دورهما في تحقيق التغيير التاريخي" مع تنحي الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة، ودعا الى "بناء سليم لمصر قائم على توافق وطني". وكان مئات الالاف من المتظاهرين نزلوا الى الشوارع الجمعة في القاهرة والاسكندرية ومعظم المحافظات للمطالبة مجددا برحيل مبارك رافضين الاكتفاء بتفويضه الخميس صلاحياته الى نائبه عمر سليمان وتعهدات الجيش ب"ضمان" تنفيذ الاصلاحات السياسية التي وعد بها الرئيس المصري. وحيا عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين اثر الاعلان عن تنحي مبارك، الشعب المصري وجيشه "الذي اوفى بعهده". واضاف العريان في تصريح لفرانس برس "نحيي الشعب المصري العظيم وجهاده ونحيي الجيش الذي اوفى بعهده ونحتفل مع الشعب المصري" مضيفا "سنستمر".