قالت مجلة "التايم" الأمريكية اليوم السبت إن ذكرى مرور عام على تولى الرئيس المصرى محمد مرسى، منصبة سوف تشهد مظاهرات حاشدة ربما تتسم بالعنف بدلا من الاحتفالات، حيث تعتزم المعارضة المصرية ليس فقط التعبير عن عدم رضاها عن فترة حكمه ولكنها تنظر إلى المظاهرات باعتبارها بداية لنهاية مدة حكم الرئيس التى ما زالت فى بدايتها. وأشارت المجلة إلى الجدل الدائر حول كيف يمكن تحقيق ذلك إذ يحاول أحد الفصائل أن يجبر الرئيس على الاستقالة عبر المظاهرات السلمية الحاشدة فيما يأمل الفريق الثانى التحالف مع الجيش لإجراء ما يشبه الانقلاب، فيما يتفق الفريقان على ضرورة رحيل محمد مرسى. وأضافت المجلة أن الانتقادات باتت تحيط بالرئيس من كل صوب وحدب مشيرة إلى انضمام وائل غنيم، الذى كان يساند مرسى قبل عام، إلى قائمة معارضيه مطالبا إياه بالاستقالة. وأشارت المجلة إلى أن هذا التغير يعد تغيرا مميزا بالنسبة لرجل تم انتخابه ديمقراطيا فى انتخابات اعتبرها العديد من المراقبين نزيهة وقوبلت بحالة من الارتياح من قبل الآلاف من المصريين بعد خلع نظام مبارك. وأشارت المجلة إلى أن هذا التغير ناجم عن عدة أسباب أهمها أنه فشل فى بناء حالة من الإجماع من خلال التواصل مع المعارضة، حيث شهد عام الرئيس الأول فى الحكم إراقة للدماء بين مؤيديه ومعارضيه حيث أعرب العديد من النشطاء المعتدلين عن فقدانهم الثقة به. فيقول هشام قاسم، الناشط الحقوقى والناشر المستقل والذى اعترف باحتفاله بفوز مرسى فى الانتخابات: "فى البداية كنت مؤمنا بوجوب إعطائه فرصة، ثم شعرت بالإحباط، ثم أدركت أن مرسى وجماعة الإخوان المسلمين يمثلون تهديدا للديمقراطية بعد كارثة الدستور". وأضافت المجلة أن الطريقة التى عالج بها الرئيس مرسى الدستور كانت نقطة فاصلة إذ وصفها منتقدوه بأنها نقطة اللاعودة، كما كان تأثيرها على المشهد السياسى المصرى كارثيا، وأنه منذ تلك اللحظة كان مرسى يتعامل فقط مع قاعدته الإسلامية وهو ما تجلى بوضوح فى خطابه الأخير الذى ألقاه يوم 26 يونيو مخاطبا أمة غاضبة، حيث قضى معظم الوقت يتذمر من رفض المعارضة العمل معه كما تودد بوضوح إلى مؤيدى جماعة الإخوان الذين احتشدوا فى قاعة المؤتمرات وكان يهتفون باسمه. ومن جهة أخرى، أشارت المجلة إلى الحالة المتداعية للاقتصاد المصرى والذى يتكئ على عدد من المنح التى تقدمها دول الخليج الثرية، وهو ما يرجع فى جانب كبير منه إلى إخفاق مرسى فى احتواء المعارضة والقوى غير الإسلامية، مما أسفر عن حالة من الاضطرابات ساهمت فى تفاقم المشكلات الاقتصادية إذ إنها أثرت على السياحة وأبعدت الاستثمارات الأجنبية. كما فشلت حكومة مرسى فى وضع خطة اقتصادية متماسكة كما أنها أظهرت فى العديد من الأوقات عدم وجود إرادة سياسية. وأشارت المجلة إلى أنه منذ البداية كانت هناك إشارات على افتقاد الرئيس للحس السياسى السليم وهو ما تجلى فى إعلانه عن نيته تحرير عمر عبد الرحمن الذى يقضى عقوبة سجن بالولايات المتحدةالأمريكية أثناء خطابه الأول فى ميدان التحرير. كما بدا الرئيس متغافلا عن الحساسيات الدولية عندما قامت الجماعات الغاضبة بمهاجمة السفارة الأمريكية فى أعقاب الفيلم المسيء للإسلام حيث ظلت الحكومة صامتة طوال اليوم ولم تقم حتى بإدانة المشهد. ولم يضطر مرسى إلى إدانة هذه الأفعال إلا بعد توبيخ قاسى من الرئيس أوباما. ثم تجلى أخيرا سوء حكم مرسى من خلال تغيير 27 محافظا حينما وضع عادل الخياط، الذى ينتمى للجماعة إسلامية متطرفة كمحافظ للأقصر.