بعد نحو نصف سنة تجمدت فيها المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو باستئناف المحادثات مع دمشق بوساطة تركية. حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن رسائل تم تسريبها نقلها فى الفترة الأخيرة من مصادر قريبة لنتانياهو أن "إسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات مع السوريين". ومع ذلك أوضحت بأن حكومة نتانياهو لن تتنازل عن هضبة الجولان ولن ترد بالإيجاب على المطلب السورى بالشروع فى المفاوضات "من النقطة التى توقفت عندها حكومة أولمرت". وقالت الصحيفة إنه فى أثناء العام الماضى أجرت إسرائيل مفاوضات غير مباشرة مع سوريا بوساطة الأتراك، وتضمنت المساعى فى حينها تبادل رسائل بين رئيس الوزراء السابق أولمرت والرئيس السورى بشار الأسد، ولقاء وفدين من دمشق ومن القدس مع فريقين مفاوضين تركيين فى اسطنبول. وكان رئيس الوزراء السابق ادعى بأن المحادثات غير المباشرة جرت رغم أنه رفض تكرار "الوديعة" للمفاوضات التى خلفها إسلافه إسحاق رابين، وشيمون بيريز وإيهود باراك. وحسب نقطة المنطلق إياها، ففى إطار الاتفاق تنسحب إسرائيل من الهضبة. ومع ذلك، أشارت الصحيفة فى لقاء صحفى منحها رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق ل "يديعوت أحرونوت" العام الماضى قال أولمرت إنه فى حال اتفاق مع سوريا ستضطر إسرائيل للتخلى عن هضبة الجولان. وأضافت الصحيفة، مع أن زعماء الدولتين صرحوا فى أثناء الاتصالات بأن السلام "قابل للتحقق على أرض الواقع" إلا أن المفاوضات قد توقفت قبل نحو نصف عام بسبب تقديم موعد الانتخابات فى إسرائيل. وقالت الصحيفة إن مسئولا قريبا من رئيس الوزراء قال إن "المشكلة مع استئناف المحادثات غير المباشرة هى أن السوريين اعتادوا على أن يسمعوا الاستعداد للانسحاب. والآن نحن نجد صعوبة فى إعادة معجون الأسنان هذا إلى عبوته". واستطردت الصحيفة قائلة، إن المسئولين عن هذا الملف المقربين من نتانياهو يدرسون أيضا بديلا يتمثل فى دعوة فرنسا إلى أداء دور الوسيط فى المفاوضات، وأضافت الصحيفة أن الخلفية لذلك تكمن فى حقيقة أنه فى السنة الأخيرة حدث برود فى العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وبالتوازى، تحسنت العلاقات بين أنقرهودمشق. وتقول مصادر فى الساحة السياسية الإسرائيلية إننا "معنيون بطاولة نظيفة أمام السوريين" وأضافت الصحيفة أنه، عمليا، فإن اقتراح نتانياهو ومستشاريه يقول، إن من الأفضل البحث مع السوريين فى المسائل المختلفة المهمة للدولتين وعدم البدء فى رسم خريطة الانسحاب الإسرائيلى. وسيتعين على السوريين أن يستوعبوا أن الحكومة الحالية لن توافق على البحث وفقا لمقاييسهم التى تقضى "إما كل شىء أو لا شىء". موقف نتانياهو يتعارض مع المفهوم الذى يعرب عنه رؤساء جهاز الأمن الإسرائيلى كما قالت يديعوت، وأنه حسب أقوالهم فإن على إسرائيل أن تسعى للتوصل إلى اتفاق مع السوريين ودفع الثمن كاملا بالنزول من هضبة الجولان، وفى المقابل تقطع سوريا علاقاتها الاستراتيجية مع إيران وتكف عن تهديد إسرائيل بصواريخ أرض- جو. وفى المقابل قالت الصحيفة إن مسئولا كبيرا معنى بتقديم المشورة لنتانياهو، ولكنها لم تذكر اسمه، يرفض تماما هذه الفرضية، ويقول إن السوريين لن يتخلوا عن العلاقة الخاصة مع إيران. وأضافت الصحيفة أنه حسب مصادر من داخل مكتب رئيس الوزراء، فإنه لا يمكن لسوريا أن تدعى بأن اتفاق السلام مع مصر منحها كل شىء: "إسرائيل لم تعد إلى حدود 1967 وبقيت مع قطاع غزة". وحسب أقوالهم، كما ذكرت يديعوت فإن السوريين سيتعين عليهم أن يستوعبوا أنهم إذا كانوا يرغبون فى اتفاق مع إسرائيل فسيتعين عليهم أن يتساوموا، وصيادون سوريون لن يتمكنوا من الصيد فى مياه بحيرة طبا ريا.