أضواء خضراء مبيضة تمتزج فى جو روحانى، تصفو له النفوس، مازال الجميع قيد الاستعداد؛ رائحة البخور تبدأ فى النفاذ إلى صدور الحاضرين؛ همهمات بذكر الله ترددها ألسنة العاشقين، ويتردد صداها فى آذان الحضور فى مولد السيدة زينب "هو..الله..هو..هو..مدد يا الله". يصعد مصطفى ضابط الحالة إلى خشبة المسرح؛ والذى فور صعوده يصبح نقطة ارتكاز العالم؛ يمسك بآلته "الطبلة" يبدأ ضرباته على قلوب المحبين الملتفين حوله، يردد خلف الشيخ "والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسى، ولا تنفست مسرورا ومكتئبا إلا وأنت.. صهيلى بين أنفاسى ولا شربت شراب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك فى الكاس". يطرب الحاضرين بإيقاعه، حينما يبدأ جسده فى التمايل بخفة؛ وتبدأ أجساد الحضور بالتمايل تباعا، عروق وجهه تبدأ فى الظهور، يده ترسم على طبلته لفظ الجلالة، تتصاعد روائح البخور العطرة فى زهو للتسبيح والذكر؛ صدى الأصوات يتردد فى الصدور، إنها حالة روحانية يصنعها رجل ضعيف الجسد قوى القلب بالذكر وعلى دقاته، إنه "مصطفي" عازف الطبلة فى مجموعة الشيخ ياسين التهامى والذى التقطته عدسة وسام الدويك.