التجمع الدينى الصوفى الذى يعرف ب«الحضرة» لا تقتصر إقامته على الموالد والمساجد الشهيرة التى يتردد عليها البسطاء كطقس دينى روحانى، بل انسحب أيضا إلى طبقة الأغنياء والمشاهير الذين يقيمون «الحضرة» بكل طقوسها ولكن بشكل مختلف. فى فيلا أحد رجال الأعمال فى المنصورية، اعتاد صاحبها أن يقيم «حضرة» كل يوم جمعة بعد الصلاة ويدعو إليها أصدقاءه من الشخصيات العامة والفنانين. بمجرد أن تقترب من الفيلا كل يوم جمعة تشم رائحة البخور تفوح من نوافذها وأبوابها، وعندما تدخل المسجد الذى يقع داخلها ويمتد على مساحة 300 متر، تجد نفسك داخل الجو الروحانى نفسه الذى تجده فى الموالد ولكن بشكل مختلف يظهر عليه البذخ. المسجد بالكامل مزين بديكورات من الأرابيسك، وهو عبارة عن جزأين، الأول يحتوى على طاولة مستديرة وتحيطها بوفيهات من كل جانب، وهذا المكان مخصص للسيدات، والثانى خاص بالرجال ويفصل بينهما باب من الأرابيسك. تبدأ مراسم الحضرة بإلقاء الشيخ عبدالحى، وهو ألمانى الجنسية يتحدث اللغة العربية بشكل متواضع، بالأدعية الدينية ثم يدعو الحاضرين إلى قراءة سور صغيرة من القرآن، منها الفاتحة والإخلاص والشرح، ثم يقوم الحاضرون بالتسبيح والصلاة على الرسول لمدة ربع ساعة، ثم يقوم الرجال بعمل دائرة كبيرة ويمسك بعضهم بالدفوف بعد أن يتصافحوا بالأيدى، ويغنون أغانى دينية بصوت عالٍ. بعد الأغانى يجلس الجميع على الأرض ويلقى الشيخ درسا دينيا باللغة الإنجليزية ويترجمه مساعده إلى العربية، ثم تبدأ فقرة الأكل. الطعام على مائدة هذه الحضرة مختلف؛ فلا وجود للفتة التى تشتهر بها «الحضرة»، بل «أوبن بوفيه» يضم أنواعا مختلفة من المأكولات المصرية والسورية واللبنانية والمشروبات الباردة والساخنة، وتتغير النوعية كل أسبوع. من المترددين على هذه الحضرة: محمد عادل، ألمانى الجنسية، والممثل أحمد الفيشاوى وزوجته والممثل أحمد شاكر وعدد كبير من الشباب من مجالات مختلفة. تُعرف هذه الطريقة الصوفية ب«النقشبندية» وتنتسب إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند، ويقول أصحاب الطريقة إنها تسمى أيضا «الصديقية» نسبة إلى أبى بكر الصديق.