استأنف البابا تواضروس الثانى عظاته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عقب عودته من النمسا، التى استغرقت 12 يوما، وتحدث خلال العظة عن الوحدانية متجاهلا الحديث عن أزمة إثيوبيا. وقال البابا فى عظته اليوم بالكاتدرائية، إننا تحدثنا فى العظة السابقة عن الوحدانية وسوف نكمل فى دائرة الوحدانية فى الحياة المسيحية، وحياة كل إنسان وسوف نجاوب على سؤالين لماذا الوحدانية تغيب عن الكنيسة؟ وما علامات الوحدانية فى حياة المسيحى؟، مضيفا هناك خمسة أسباب تجعل الإنسان لا يعرف يعيش فى وحدانية بحسب المجتمع الذى يعيش فيه سواء الأسرة أو العائلة الكبيرة أو المجتمع كخدمة أو المجتمع الذى يشمل المسيحية فى العالم كله. وأكد البابا، أن أول سبب لغياب الوحدانية هو قلة المحبة، وهناك مقولة تقول: "ما فائدة أنك تعرف جميع كل لغات العالم ولا تعرف لغة المسيح"، ولغة المسيح هى المحبة، والمسيح قال "عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى"، والمحبة كانت تجمع المسيحيين فى القرون الأولى قبيل الانشقاق، لذا فالمحبة حائط صد تحمى الإنسان من عدو الخير، وضرب مثلا قائلا: "لو إنسانا ارتبط بإنسانة وارتبطوا بمشاعر الحب، ولكن مع انشغالات الحياة فجف الحب بينهم". وأضاف البابا، ينطبق هذا المثال على يهوذا، الذى خان المسيح وبطرس الرسول والذى بدأ مع المسيح، ولكنه سقط وأنكره فيما بعد، لذا اسعوا كل يوم لتجديد المحبة. والسبب الثانى ضياع الهدف، قد ينشغل الإنسان عن هدفه الأساسى، وهناك آية تقول ماذا ينتفع للإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أى خسر الهدف الذى يعيش من أجله وتصير الحياة بلا طعم، وقال القديس بطرس الرسول للقديس تيموثاوس لاحظ نفسك والتعليم لذا يجب على كل إنسان ملاحظة نفسه أولا، ويجب أن يكون الهدف الأساسى هو المسيح. والسبب الثالث هو عناد الذات، فالإنسان إن دخل فى دائرة العناد ورأى نفسه فقط فقد ضاع، فإذا دخل فى محبة الذات وأنه الكبير وأنه الذى يفهم يؤدى به لمشاكل وحضوره فى حد ذاته يؤدى إلى مشاكل، مشيرا إلى الطاعة مثل مقولة على ابن الطاعة تحل البركة والمخالف حالة تآلف لأن المخالف معاند ربما يبحث عن مدح الآخرين، ولكن المسيح قال من يرد أن يكون أولا فليكن آخر الكل وخادم الكل، فالمعاند دائما خاسر، وربما لما تقرأوا فى تاريخ المنطقة خلال الثلاثون عاما الأخرى النتيجة أنه يخسر ومن معه، مضيفا أنه فى عام 451 م فى مجمع خلقدونية انشقت الكنيسة إلى شرقية وغربية وتوالت انقسامات أخرى الذى يدرس بجوار الموضوعات اللاهوتية سيجد أن الأصل فى الانقسام هو عناد الذات ومحبة الرئاسة والعظمة، وكل شخص يعتقد أن رأيه هو الصواب، ولكن كل مدينة منقسمة على ذاتها تخرب. والسبب الرابع هو سوء الظن، وهذا عكس المحبة فالمحبة لا تظن السوء فعندما ترتفع المحبة تجعلك لا تظن السوء فى الذى أمامك وتلتمس له الأعذار، وكلما تلتمس العذر للآخر تحفظ الوحدانية، فالأفضل أن تعيش حياة البساطة والسهولة، والسبب الخامس، عدم فهم الآخر، أى أن الإنسان لا يحاول فهم الآخر، فالله لم يخلق الإنسان بصورة واحدة فكل إنسان مختلف وفريد والله لا يكرر خلقته، ومن هذا نشأت الحضارات المختلفة، ولكن عنصر التفاهم يساعد على الوحدانية، فيجب أن نفهم الآخر ونفهم التنوع، فمثلا نحن نصلى بحسب التقويم والسنة المصرية القبطية القديمة وهى ثلاثة فصول وليست أربعة وصلواتنا مبنية عليها، ولكن فى الغرب الوضع يختلف، أقصد أن أقول إن من أسباب عدم الوحدانية هو عدم فهم الآخر. وتابع البابا، علامات الوحدانية هى حضور السيد المسيح، وجو الفرح ففى الوحدانية يفرح الجميع، فالذى يعيش فى الوحدانية يفرح بنجاح الآخرين، وقال العرب قديما من فوائد السفر سبعة منها التعرف على ثقافات جديدة، والعلامة الثالثة تنامى المحبة، ومن لا يحب لا يعرف الله والمحبة لأى شخص، متابعا، وفى تاريخ الدول أول شىء يقوم به الزعيم هو توحد الجميع، وفى فترة كانت روسيا قبائل متناحرة، فجاء الأمير فلاديمير أنشأ لجنة تمر على العالم ترى أجمل عبادة يستطيع توحيد الشعب به وعندما زاروا القسطنطينية أعجبتهم الطقوس فأمر الشعب أن يعيشوا هذا الإيمان وأصبحوا أرثوذكسيين وتوحدوا. واستطرد البابا العلامة الرابعة طول الأناة، فحتى يفهمنى الآخر قد نحتاج وقتا، لذا يجب أن نتمتع بطول الأناة. وأنهى البابا عظته عن زيارته بالنمسا مؤكدا أنه التقى المسئولين بالنمسا، مشيرا إلى أن البرلمان النمساوى اعترف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية رسميا، مضيفا قمت بتدشين عدد من الكنائس ورسامة كاهن والتقى بكاردينال النمسا، وأهدى كنيسة لنا اسمها كنيسة الثلاثة فتية، مضيفا عقدنا مؤتمرا لمدة أربعة أيام عن خدمة الكنيسة القبطية فى أوروبا، مضيفا أن الأنبا جبريل أسقف النمسا قدم طلبا للمجمع المقدس للاعتراف بدير الأنبا أنطونيوس.