أثيوبيا فكرت فى بناء هذا السد منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات رحمهما الله، ولكنهما كانا يقفان ضد هذا المشروع بالمرصاد. تحدث الرئيس جمال، لو فكرت أثيوبيا فى إنشاء هذا السد سندمره بالقوة العسكرية، وتحدث الرئيس أنور السادات لن ننتظر العطش فى مصر بل نذهب ونموت هناك، أثيوبيا تحلم بهذا المشروع وتناست أن بناءه سيؤثر على وصول حصص المياه لشعوب مصر والسودان وحوض وادى النيل الأزرق. أين الحكومة المصرية بقيادة الدكتور هشام قنديل، الوزير والخبير السابق بوزارة الرى، ماذا فعل فى إنقاذ مصر من العطش والجوع، العطش لعدم وصول المياه، والجوع لبوار الأراضى الزراعية التى تنتج المحاصيل من القمح والأرز والخضروات والفاكهة. والرئاسة خرجت علينا تطمئن الشعب المصرى بأن بناء هذا السد لن يؤثر على حصة مصر من المياه بينما القيادة المصرية نست أن تجلس وتسأل الخبراء فى الرى من أساتذة الجامعات فى مصر الذين أكدوا تأثير بناء سد النهضة على حصة مصر من المياه. لقد سبق لأثيوبيا أن ضحكت على كينيا فى بناء ثلاث سدود وقالت لكينيا لن تتأثر من بناء هذه السدود ولكن العكس كينيا تأثرت من حصة المياه ورفعت قضية فى محكمة العدل الدولية ومازالت تنظر حتى الآن. لا يحق لأثيوبيا إقامة سد النهضة بدون الرجوع إلى مصر والسودان لأن بينهما نهر مشترك كما أننا وصلنا لما نحن عليه الآن بسبب تقاعس الحكومة المصرية ونومها فى العسل للتفرغ إلى ملفات أخرى فى مجلس الشورى لتفصيل القوانين الخاصة بها ونسيت موت أطفال مصر عطشاً وجوعاً ببناء هذا السد. أثيوبيا وإسرائيل وأمريكا استغلوا الصراعات التى تدور فى مصر على السلطة والمظاهرات وضعف المعارضة والآراء المختلفة وعدم التوحد بين صفوف المصريين كل هذا ساعد على ضياع أمن مصر المائى وأمن مصر القومى. على كل شاب وفتاة ورجل وطنى مخلص أن يعمل جاهداً لوضع الحلول لإنقاذ وطنه حيث أن القيادة والحكومة بعيدة تماماً عن مصلحة الوطن والمواطن المصرى. وهذا هو الدليل، نوم الحكومة فى العسل والبعد عن ملف المياه قد اقتربنا من الوصول إلى مرحلة الموت عطشاً. يارب أدعوك بأن ترمى الظالمين بالظالمين وتخرجنا من بينهم سالمين وأبعدنا عن العطش والجوع بفضل نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وقولك فى كتابك العزيز: ادْخُلُواْ مِصْرَ إن شَاء اللّهُ آمِنِينَ. {يوسف/99}