يا لها من مفاجأة غير متوقعة الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية عن تأييد بلاده قيام سد النهضة الأثيوبي وقال إن حصة مصر والسودان من مياه النيل لن تنقص بسبب سد أثيوبيا. تصريح الوزير السوداني في هذا التوقيت جاء مخيباً لآمال كل المصريين الذين حديثهم الشاغل هذه الأيام عن هذا السد النكبة وتعرض جيلنا والأجيال القادمة وأحفادنا للموت عطشاً. مهما برر المبررون عدم تأثر حصة مصر من المياه فهي تبريرات كاذبة ومرفوضة لأن كمية كبيرة من مياه النيل تأتي من النيل الأزرق.. أما وقد تم تحويل مجراه فهذا يعني أن كل مياه النيل الأزرق لن تصل إلي مصر.. فكيف لن نتأثر؟! أثيوبيا لم تنتظر حتي تنتهي اللجنة الفنية من دول مصر والسودان وأثيوبيا وقامت بتحويل مجري النيل الأزرق وأرسلت الصين خبراءها إلي أثيوبيا لتنفيذ كل مراحل السد وصب الحائط الخرساني الضخم الذي سيغلق مياه النيل لبناء السد واتخذت كل الخطوات وضربت بالمعاهدات الدولية عرض الحائط وقالت بما معناه اضربوا رؤوسكم في حائط السد. الحقيقة أنني لم أستطع استكمال مشاهدة المؤتمر الصحي الذي أداره السفير إيهاب فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والذي أجاب فيه وزير الري المصري ونائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية لأن كل إجابات المسئولين كلها تبريرات غير مقبولة وممثل وزارة الخارجية عندما لا يعرف إجابة لسؤال يظل يلف ويدور ويقول كلاماً إنشائياً.. بل ويظل يتهته دون إجابة مقنعة وكنت أتمني أن يرد عليه الزملاء الصحفيون والإعلاميون بأنهم غير مقتنعين بردوده ويعتذرون للسفير المحترم إيهاب فهمي عن عدم استمرار حضورهم للمؤتمر الصحفي الذي "جاء علي فاشوش". موضوع سد النهضة ليس جديداً أو وليد اليوم.. بل حرضت إسرائيل أثيوبيا علي بنائه واستعدادها لتقديم كل المساعدات لها في أعقاب بناء السد العالي في مصر عام 1961 لكن عبدالناصر كان لأثيوبيا بالمرصاد وهدد بتدميره بالقنابل طالما سيضر بالشعب المصري وأرض مصر.. ومن بعده جاء أنور السادات وفعل نفس الشيء وأيضا حسني مبارك.. احذروا غضبة شعب مصر..!!