بجد والله ومن غير هزار قرأت هذا الكلام التالى أثناء مرور معتاد على المنتديات الإلكتروينة وتحديدا على أحد المنتديات الإسلامية: (الحمد لله الذى أظهر الحق، وألف تهنئة للأخوات المنتقبات اللاتى رد الله لهن حقهن، فمن قبل كانوا يعايرون المنتقبات بما يضعونه على وجوههن، والآن بعد أنفلونزا الطيور الكل بدأ يكتشف أن النقاب ليس حاميا فقط من الفتنة ولكنه يحمى أيضا من الأمراض والغبار والفيروسات المنتشرة فى الجو). هكذا أصبح ظهور الكمامة انتصارا للإسلام وانتصارا للمنتقبة، وهكذا أصبح للنقاب حكمة أخرى غير حماية المجتمع من فتنة المرأة الجميلة، هكذا أصبح للنقاب معجزات طبية على غرار معجزات القرآن التى يروجها الدكتور زغلول النجار، طبعا لن أخبرك عن مدى الحفاوة التى قوبلت بها هذه المشاركة على المنتدى ومدى النشوة والإحساس بالانتصار التى كانت تنضح بها الكلمات، ولكننى سأنتقل معك إلى معركة دينية أخرى أشعلتها الكمامة.. معركة الفتوى! على اعتبار أن الكمامة وارد جديد فى الأحداث اليومية كان لابد أن يسأل مسلم يعانى من وقت فراغ شيخا يعانى هو الآخر من تقلصات فكرية عن حكم ارتداء الكمامة فى الإسلام؟ والحمد لله جاءت الإجابة عن هذا السؤال بأنها حلال، غير أن المواقع الإسلامية امتلأت بسؤالين آخرين أحدثا خلافا قد يمتد إلى ساحة الفضائيات قريبا، أولهما يسأل عن حكم ارتداء الكمامة فى العمرة والحج بعد التحذيرات من انتشار مرض أنفلوانزا الطيور فى الأماكن المزدحمة؟ الشيخ الكويتى عادل المطيرات قال إن المحرم لا يجوز له أن يغطى وجهه لنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما فى الصحيحين، الفتوى قابلتها فتوى أخرى نشرتها مواقع أخرى للشيخ السعودى ابن عثيمين قال فيها: (الكمامة للمحرم للحاجة لا بأس بها، مثل أن يكون فى الإنسان حساسية فى أنفه فيحتاج للكمامة، أو يمر بدخان كثيف فيحتاج للكمامة، أو يمر برائحة فيحتاج للكمامة، فلا بأس). أما السؤال الثانى فكان عن حكم ارتداء الكمامة أثناء الصلاة؟ فجاء رد المفتى فى موقع إسلام أون لاين بأنه لا مانع من ذلك عند الحاجة، ولكن هذا الكلام لم يعجب آخرين أكدوا أن هذه الكمامة قد تلهى المصلى عن صلاته.. وطبعا الأيام القادمة ستحمل لنا الكثير والكثير من الفتاوى المصحوبة بدلائل فقهية عن الكمامة وأصلها وفصلها وربما يكتب أحدهم كتابا تحت عنوان «الكمامة فى الإسلام» أو تتبرع شركة صينية من تلك الشركات التى اعتادت أن تختم عصافير على قفانا وتصنع لنا «الكمامة الإسلامية» حتى لا يرتدى المسلم ما يرتديه الكفار فى الغرب.