لست فى حاجة إلى الوقوف طويلا فى طوابير تجهيز جواز سفرك.. ولست فى حاجة إلى دفع بقشيش دولارى.. يتعدى قيمة نصف تجهيز جواز السفر.. لكى تنقد روحك وحاجبيك قبل عيونك من التلصص على تصرفات الآخرين الذين جاءوا بعدك بساعات ووصلوا المطارات قبلك أيضا بأشهر. الأمر أسهل مما تتوقع.. بينك وبين نفسك... اسأل... من أنت؟. إذا تعرفت على إجابتك فأنت من السعداء المكرمين الذين ضحكت لهم الأيام حتى دمعت عيونها.. نعم الأيام تبكى من أجلك، وأنت لم تحاول حتى أن تطيب خاطرها ولا تمسح دموعها.. حتى لو من وراء قلبك..!. دعنى أفرض أنا إجابتى من أنت مصرى.. نعم.. هل أخطأت.. لا أظن.. هكذا قرأتها من بعيد على جوانب المعابر والحدود والقليل القليل من مياهك الإقليمية واليسير مما تبقى من الماء العذب على ضفاف نيلك.. أقصد النيل المستَأجر الآن. دعنى أوسع الإجابة أكثر من اتساع شقتك السكنية فى مشروعات بلدك القومية.. التى أحسدك بداخلى عليها ولا أظن أن ربى سيعاقبنى على حسدى. هذا فلنقل على سبيل التمويه.. أنت عربى. أراك تنظر إلىَ ممتعضا.. لماذا؟؟ ستتركنى أيضا أجيبك.. لن أخسرك فى سبيل إخفاء جزء من إجابتى.. أنت أهم عندى من استفهامات الآخرين... أنت تستغرب كلمة عربى.. ربما لإنها تسجل بالفرانكو هكذا فأنت كعربى نسيت حروفها قبل معناها.. فماذا تنتظر من عاملى الفحص والمتابعة بمطارات زيورخ وباريس؟.. وأديس أبابا إن أمكن لك ذلك...!! فكم تمنيت أن تكتب كلمة "مصر" دون ضبط لغوى فالبعيدين البعيدين.. يقرأوها مُصر. ويخرج من بيننا عشرون مُصرا حتى!. مؤكد مؤكد أنهم سيتفننون فى تقديم شىء لتغيير واقعهم، كما تغيرت مطاعمهم وامتلأت بالبيتزا على طريقة الآخرين...