أصيب نحو 60 شخصا نصفهم من رجال الشرطة بينهم 4 فى حالة خطيرة فى تجدد الاشتباكات بمدينة "بريان" التابعة لولاية غردايةجنوبالجزائر على مدى ال48 ساعة الماضية. وذكرت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم، الخميس، أن الوضع الأمنى الخطير بالمدينة حال دون وصول عدد من الطلاب إلى مدارسهم لأداء امتحانات الثانوية العامة، معتبرة أن التعزيزات الأمنية التى تم إرسالها للمدينة لم تتمكن من السيطرة على الأوضاع إلا بصعوبة بالغة. وقد بدأت الأحداث الأخيرة بعد مناوشات طفيفة فى حى "كاف حمودة" تطورت بسرعة، لكى تتحول إلى مصادمات عنيفة بين الدرك والشرطة من جانب وشباب ملثمين من جانب أخر، ثم التهبت أحياء بريان بالأحداث لتطور الأمور إلى مصادمات و تراشق بالحجارة. وتواصلت أعمال الشغب طوال ساعات الليل وأسفرت عن تخريب وحرق 4 بيوت، وإصابة عشرات الأشخاص بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع، فيما تم توقيف 3 أشخاص على خلفية هذه الأحداث. وكانت المدينة قد شهدت وقوع مثل هذه الأحداث أكثر من مرة، وهى عادة ما تقع بين أنصار المذهب المالكى والمذهب الإباضى بالمدينة. وقد تم توقيع ما يسمى بوثيقة تفاهم يوم 31 مارس الماضى من أجل إحلال دائم للمصالحة والسلم بين الأطراف المعنية بأحداث بريان، بحضور الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية الجزائرى دحو ولد قابلية. وتتضمنت هذه الوثيقة 15 نقطة تتمحور حول تحقيق جملة من الأهداف لإعادة الحياة العادية والتعايش فى كنف السلم الدائم والأخوة فى المنطقة، تم إعدادها من طرف ممثلى المجتمع المدنى والأعيان والشخصيات الفاعلة بمدينة بريان. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائرى نور الدين يزيد زرهونى قد اتهم فى تصريحات له أطراف خارجية - لم يسمها - بإشعال نار الفتنة فى هذه المدينة.
