سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور أهالى الجزيرة المستجدة بسوهاج يطالبون الحكومة بإعادتهم للحياة.. المواطنون: محرومون من جميع المرافق وفى طريقنا للاعتصام.. وطالب لمحافظ سوهاج: نعيش رحلة عذاب دائمة
هم الأحياء الأموات، يعيشون حياة غير آدمية يندى لها الجبين لا يعرفون طعم الحياة هم أناس يحاربون أنفسهم لكى يظهروا على سطح الحياة.. محرومون من شرب المياه ومن الرعاية الصحية ومن العلاج حتى فتكت بهم الأمراض وقطعت أجسادهم وجعلتهم يتخبطون، نظرتهم للحياة وكل أحلامهم وطموحاتهم أن يعيشوا حياة كريمة مثلهم مثل البشر لا يطمعون فى أكثر من ذلك.. إنهم أهالى الجزيرة المستجدة بمركز المنشاة بسوهاج الذين يعانون أشد المعاناة.. إنها حقا مأساة حقيقية يعيشها هؤلاء. انتقلت "اليوم السابع" إلى الجزيرة ووجدت صعوبة كبيرة فى الوصول إليها بعد أن وصلنا عن طريق المركب الشراعى.. الجزيرة لا يوجد بها شىء سوى بشر لا يجدون ما يمكنهم من الحياة لحرمانهم من جميع المرافق.. فتحنا هذا التحقيق لنضعه أمام أعين المسئولين وخاصة محافظ سوهاج للنظر إليهم والتدخل لحمايتهم من المعاناة الحقيقية. فى البداية يقول عماد صديق موظف بهندسة الرى وأحد أهالى الجزيرة المستجدة، إن الجزيرة تقع بين بحرين من ناحية أخميم ومركز المنشاة ومساحتها 10 آلاف فدان وبها 7 آلاف نسمة ونحن نعيش حياة بائسة إذ لا يوجد فى الجزيرة أى مرافق حيوية من مدرسة ولا وحدة صحية ولا مخبز إلى أو مكتب تموين ولا محطة مياه شرب ولا صرف صحى، ونشرب من مياه الطلمبت الحبشية مما أدى إلى إصابتنا بأمراض عديدة. وأضاف عماد أننا خاطبنا كثيرا المسئولين وعلى رأسهم المحافظ ولكن لم يسمع إلينا أحد، فيكفى أننا ليس لدينا أى وسيلة مواصلات ونقوم بالانتقال عن طريق المراكب الشراعية المتهالكة مما أدى أكثر من مرة إلى غرق البعض من الأطفال والطلاب الذين يذهبون يوميا إلى المدارس عن طريق المراكب، وأوضح عماد أنه فاض بنا الكيل وفى حالة عدم سماع صوتنا هذه المرة سنقوم بالاعتصام جميعا حتى تتحقق مطالبنا. ويضيف على محمود عوض من أهالى القرية ويعمل فلاح، أننا نعيش فى مأساة حقيقية بل نعيش فى غابة لما نعانيه يوميا، فلا يوجد حتى مستشفى للعلاج ويكفى أن سيدة حامل قد توفت قبل ذلك أثناء محاولة نقلها بالمركب الشراعى ولم نستطع إنقاذها، بالإضافة إلى أن العديد من الأهالى قاموا بهجر الجزيرة ويعيشون فى القاهرة من مرار ما نشاهده، كما تحدث أحيانا بعض حالات الغرق للطلاب أثناء ذهابهم إلى مدارسهم وهم يركبون المراكب الشراعية ويقوم أهالى البلد بإنقاذهم. وأضاف على عوض أننا طالبنا مرارا وتكرارا من محافظ سوهاج السابق أن ينقذنا من المأساة التى نعنيها لكن دون جدوى والآن نطالب محافظ سوهاج الحالى الدكتور يحيى عبد العظيم بالتدخل لإنقاذنا من حياة البؤس التى نعيشها ونطالب المحافظ أن يأتى إلينا لمشاهدة الوضع ووضعنا فى الاعتبار وشراء عبارة لنا تنقل فقط الطلاب وأهالى الجزيرة إلى مدارسهم وأعمالهم، فيكفى أنه لا يوجد لدينا صرف صحى. وقال حلمى محمود عوض 65 سنة مزارع، إن الجزيرة لا يوجد بها صيدلية للعلاج فنحن أحياء وأموات ونعيش فى شقاء مستمر ونرجو من المسئولين أن ينظروا إلينا بعين الرأفة فلا يوجد أى خدمات تذكر ولا فرن بلدى ولا مكتب تموين ونجد صعوبة كبيرة فى الحصول على الأنابيب حيث نقوم بتحميلها من مركز المنشاة التابعين له كجزيرة على المراكب الشراعية، وأيضا لا يوجد شياخة للبلد ولا عمدة يطلع على مشاكلنا. بينما قال الطالب محمود على بالصف الثانى الإعدادى، أن أهالى الجزيرة يعانون من مرض الفشل الكلوى بسبب شرب المياه غير الصحية، كما أنه لا يوجد أدنى رعاية لنا فنحن كطلاب نقوم يوميا بالذهاب إلى مدارسنا بالمراكب ونعانى معاناة شديدة فمنذ فترة غرق بنا المركب فى وسط البحر، كما أننا كطلاب نتكلف يوميا جنيهين أجرة مواصلات المركب إضافة إلى مصاريفنا الشخصية. وأضاف الطالب قائلا أطالب المحافظ بالتدخل وحل مشاكلنا لأننا نعيش فى عذاب يومى فنحن محرومون من كل شىء حتى أبسط حقوقنا لأننا مهملون من قبل المسئولين فهم فى غيبوبة. وقالت أنهار يحيى على وتعمل متطوعة فى إحدى الجمعيات الخيرية، إن أهل هذه الجزيرة يعيشون تحت الصفر فالجزيرة المستجدة هى أفقر قرية على مستوى الصعيد، فالكهرباء لم تدخل منازلنا إلا قبل الثورة بأيام، وأضافت أنهار نحن بالفعل نعيش حياة غير آدمية بالإضافة إلى تلوث مياه الشرب وللأسف لا نجد غيرها لكى نشرب حتى الرعاية الصحية لا توجد ولا أيضا صيدلية وحدث أن تعرض أهالى الجزيرة للمرض ولكن نضطر فورا إلى نقله بالمراكب الشرعية إلى مركز المنشاة لإنقاذه وعلاجه. وتابعت أنهار قائلة: أطالب المسئولين بالتدخل الفورى لإنقاذنا من الموت فلم يحدث مرة أن حضرت إلينا قافلة طبية ولا نجد حتى من يساعدنا أو يمد يد العون لنا من الجمعيات الخيرية.