تحت عنوان "الخليج.. صباح بعد غد".. هيكل يحاضر فى الدوحة بحضور أمير قطر والشيخة موزة.. ويؤكد:المنطقة مطمع قوى إقليمية.. والنفط العربى على وشك أن يفقدسطوته.. والأيام القادمة ستشهد انتشاراً نووياً كبيراً

ألقى الكاتب الصحفى الأستاذ محمد حسنين هيكل أمس محاضرة بجامعة جامعة جورجتان، بالدوحة حضرها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، والشيخة موزة بنت ناصر، حرم الأمير تحت عنوان «الخليج: صباح بعد غد» للوقوف على توقعاته للساحة والمنطقة فى المستقبل.
وبدأ هيكل محاضرته منوها إلى رأيه السابق بأن الخليج مطمع قوى إقليمية، وأن بجواره 3 دول كبيرة تطل عليه من كل جانب وهى السعودية والعراق وإيران وهى فى اللحظة الراهنة مشغولة عنه، وفضلاً إلى أن هناك احتمالاً لضغط يمكن أن تمارسه من أى هذه الدول القريبة على الدول العربية كمصر وسوريا، وأن الاهتمام الخاص الأمريكى والأوروبى قائم وفاعل بحكم الموقع والإمكانيات والطاقة، كما أن الثروة المتواجدة على دول الخليج توسع دائرة الحريصين عليه، مشيراً وقتها إلى أن المخاطر موجودة وليس أمام الأطراف غير أن يتابعوا بعناية ويتصرفوا بحرص.
وأكد هيكل أن رياح التغيير سوف تطرح مطالبات ملحة متشوقة للحق والحرية، كما أن النفط العربى على وشك أن يفقد سطوته وليس أهميته باكتشافات غزيرة فى إفريقيا، إضافة إلى أن العالم لا يريد زيادة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة، فالولايات المتحدة خفضت نسبة استيراد النفط من الشرق الأوسط إلى 40 بالمائة.
وأشار محمد حسنين هيكل إلى أنه بعد الثورة الإيرانية والربيع العربى صارت بؤرة الصراع الإمبراطورى بظهور التنين الصينى والعودة المتجددة لليابان والمحاولات الدؤوبة من الهند للاجتياز، مما يشى بأن الزمن القادم سيكون على الأرجح آسيوياً.
وقال هيكل إنه ليس هناك عقل راشد يتصور اندلاع حرب عالمية ثالثة، لكن يجب الحذر من هذا الأمر، فهناك 5 دول نووية بالقرب من شبه الجزيرة، فضلاً عن وجود الأساطيل الأمريكية، والخلافات بين باكستان والهند، والصين واليابان، والإمكانات العلمية النووية لليابان، أى أن هناك زخماً نووياً كبيراً على الخليج، وبالتالى سوف يشهد الزمن القادم انتشاراً نووياً.
ونوه هيكل إلى أزمة المشروع النووى الإيرانى واحتمالات الانقضاض الأمريكى الإسرائيلى عليه، وقال إنه إذا كانت هناك بعض القوى السياسية فى الخليج تظن أن الجراحة الأمريكية الإسرائيلية فى إيران جراحة بالمنظار إلا أنها سوف تخلف عواقب وخيمة.
واختتم محمد حسنين هيكل محاضرته بأنه على الخليجيين أن يجيبوا على سؤال المستقبل وتوضيح عناصر هذه المشاكل، لكن بدون أن يكون التفكير خارج الزمان والمكان.