قال الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى، إن الفيروسات التى تصيب العين عن طريق التلامس، أو مسح العين بفوطة غير نظيفة، أو استعمال أدوات الغير، والتى تؤدى إلى الإصابة بالحساسية والتهابات العين، وعادة ما تنتشر هذه الفيروسات بسرعة بين الأشخاص المتواجدين فى الأماكن المغلقة، مثل مناطق العمل أو الفصول الدراسية، أو حضانات الأطفال، لسهولة انتقال الفيروس على شكل وباء محدود فى هذه الأماكن. وأضاف د.إيهاب أن هذه الأعراض تصيب عين واحدة، أو العينين معا بنفس أعراض التهاب سطح العين، وقد ينتشر الفيروس على سطح القرنية، مما يؤدى ذلك إلى حدوث عتامات سطحية بالقرنية، تؤثر على حدة الإبصار لفترات طويلة، ويحدث ذلك عند الإهمال فى العلاج فى المراحل الأولية للمرض. وأشار د.إيهاب إلى أن هناك أنواعا أخرى من الفيروسات مثل فيروس "الهربس"، والذى يؤدى إلى حدوث عتمات بالقرنية، وعادة ما يوجد كامنا فى الخلايا العصبية المغذية للقرنية، ويؤدى نشاطه إلى حدوث قرح متفرعة "شجرية" تصيب سطح القرنية، ويصحبها وجود أوعية دموية تغطى سطح القرنية، ويؤدى تكرار الإصابة بهذا الفيروس إلى حدوث عتمات دائمة بالقرنية تنتهى بفقدان البصر. وأضاف الدكتور إيهاب أن الإصابة الأولية عن طريق العدوى، ويكمن الفيروس داخل المراكز العصبية بالمخ "العصب الخامس"، والذى يكون من أعراض نشاطه ظهور حبيبات وأكياس مائية على جانب الأنف والفم. وأوضح أن العلاج فى هذه الحالة، يكون بإعطاء مراهم مضادة للفيروس، لوقف نشاطه ومنع انتشاره على سطح العين، وتؤخذ هذه المراهم لعدة أسابيع لحين تمام الشفاء، مؤكدا أن فى هذه الحالة يحذر استعمال قطرات الكورتيزون، التى قد تساهم فى انتشار الفيروس، وتتحول القرح البسيطة إلى قرح شرسة، تشمل القرنية كلها، وفى حالة الالتهابات الفيروسية المتكررة قد يلجا الطبيب إلى استخدام أقراص مضادات الفيروسات لفترات طويلة تصل إلى 6 أشهر، أو أكثر حسب حالة المريض. وأضاف د.إيهاب أنه فى حالة العتمات نتيجة الإصابة بالالتهابات الفيروسية المتكررة مع ضعف الإبصار، يلجأ الطبيب المعالج إلى استبدال الجزء المعتم من قرنية المريض بجزء شفاف من قرنية متبرع، بما يعرف باسم زرع القرنية الجزئى، والذى يحقق أفضل نسبة تقبل الجسم للقرنية فى هذه الحالات مع أخذ القطرات والأدوية المناسبة لمنع تكرار الالتهابات الفيروسية على سطح القرنية الشفافة الجديدة.