سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على السمان ل"اليوم السابع": أؤيد زيارة الأقباط للقدس و"كلنا لازم نروح" ولم يقل أحد لأبو إسماعيل: أنت مين؟ وأقول ل"حماس" لا تراهنوا على سماحة المصريين.. والمؤشرات تؤكد مجئ القاعدة بعد بشار
- قبل أن نعلن موقفنا من الثورة السورية يجب علينا أن نسأل عن القادم بعد بشار.. فالمؤشرات تؤكد مجىء القاعدة - أقول ل"حماس" كفاكم ذكاوة والشعب لن يغفر قتلكم لشهداء رفح - مكانة الرئيس مهددة بالصراع على القضاء .. الاقتراب من المخابرات خط أحمر وخطير - الدين لا يقف حائلاً بين المرأة وحقوقها.. ولقد رأيت فى السعودية فى مهرجان الجنادرية كيف تتمتع المرأة بمكانة رفيعة كشف الدكتور على السمان، رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر 1996 – 2011 عن تأييده لزيارات الأقباط للقدس الشريف، ورؤيته بأنه لا مانع لديه بأن يذهب الجميع لزيارته، كما أوضح فى حواره ل"اليوم السابع" أنه على مصر أن تتوخى الحذر فى دعمها للمعارضة السورية لأن المؤشرات الحالية تشير إلى أن القاعدة هى التى ستأتى إلى الحكم بعد بشار الأسد وهو يعنى خطرًا أكبر يرفضه. بنظرة رجل قانونى.. من يتحمل مسئولية ما تشهده مصر الآن الرئاسة أم المعارضة أم الشعب؟ لكى لا نخلط الأوراق، فإن أولى المشكلات الخطيرة فى مصر هى الصدام الذى نراه الآن بين السلطة التنفيذية والقضائية، فمسئوليته بلا شك تقع على المسئولين فى الحكم، لأن هى التى بدأت بالسلب حينما تركت المظاهرات تهاجم المحكمة الدستورية العليا، إحدى المؤسسات قدسية القضاء، وأيضًا خرج علينا الإعلان الدستورى، والنائب العام الجديد، فحدث شعور لدى الرأى العام أن هناك رغبة من السلطة التنفيذية للسيطرة على السلطة القضائية، وللأسف أن من يحكم فى مصر فهو الذى يملك القرار، وبالتالى فإن المسئولية تقع على عاتق الحكم ويبقى السؤال: لماذا لم تفعل؟. الجزء الثانى فى مشكلاتنا، يعود على كلمة الأمن والاستقرار، فالأمن والاستقرار حينما أهملناه ولم نتصرف بالسرعة المطلوبة ولا بالحسم الواجب، كانت النتيجة البلطجة والاعتداء على حقوق الناس، وشعور المواطن أنه غير مؤمن فى حياته وأسرته، وهذه مسألة أريد القول فيها بأنه كان يجب أن تحسم بدون حسابات سياسية، فالأمن لا بد له من يد قوية، نعم، هناك رأى عام، ونرفض الاعتداء على المسالمين، ولكننا تركنا الخارجون عن القانون فترة طويلة جدًا، كنبات عشوائى أصبح يفرض نفسه على المجتمع، فذهب الناس للبحث عن حلول أخرى، وهى حماية أنفسهم بدون الشرطة، وهذا فى رأيى منطق غير جائز وغير مقبول، ويوم أن تسمح الدولة بخلق أمنٍ خاص مواز للأمن العام فهذا هو نهاية الدولة، وستؤدى أكثر إلى تراجع الشرطة فى أداء مهمته، وأيضًا حينما نطالب بعد تسييس الأمن، وبنزوله للشارع ليحمى المؤسسات ومن ثم تحاكمه، على بعض التجاوزات، فإنه فى تلك الحالة يشعر بمدى أنه مهدد بالمحاكمة خلال أداء واجبه، فلن يؤديه، وهذا هو الذى أدى لأن نجد الشرطة لأول مرة فى تاريخ مصر يقوم بغلق أقسام الشرطة فى عدد من نواحى الجمهورية، وهنا أقول أن الناس تعودت على هضم الأحداث الخطيرة، وهذا مؤشر خطير جدًا، فواقعة غلق الأقسام كان ينبغى التوقف أمامها كثيرًا، وتعقد لقاءات فكرية وشعبية لمعرفة كيف ولماذا حدث ذلك. وما هى أضرار سرعة هضم الشعب للأحداث الخطيرة؟ منتهى الخطورة، فمعنى ذلك، أنه سيسمح بهضم الأحداث الأكبر، والأشد خطورة فى كل مرة، فما يحدث يؤدى إلى انهيار الدولة ويذهب بها إلى منزلق شديد الانحدار، وما يحدث أن الناس تهضم. فى ضوء حديثك عن انهيار الدولة إذا سمحت بخلق أمن مواز.. كيف تنظر للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل؟ كان إهمال عام من جانب الدولة أنها تسمع مثل تلك الدعوات، ولا تقول بأنها لن تسمح لأى صوتٍ بأن يعلو صوت على صوتها، ولكن على صوت "أبو إسماعيل" وهدد وزير الداخلية، وشاءت الظروف وسوء الحظ أن يترك الوزارة فى نفس المرحلة، فيقال أن السبب هو "أبو إسماعيل" وذلك غير مقبول على الإطلاق، ولم يسأل أحد أبو إسماعيل: من أنت؟..من أنت؟! حتى تنزل إلى الساحة، وتهدد الأمن، وتعود إلى بيتك وتنام هادئا، من أنت لتفعل ذلك؟، ولا أعرف كيف وقفت الدولة صامتة أمام تصرفاته التى رأيناها بأن يذهب بمظاهرة ويهدد مدينة الإنتاج الإعلامى، ثم يذهب بأخرى ويهدد الأمن فى قسم الدقي، وغير ذلك، ولهذا أقول أننا نعيش فى عصر يساء فيه استعمال وتفسير كلمات الله، ويساء استعمال كلمة الدعوة، ونهتم بالمظاهر فقط. والمعارضة.. ألا تتحمل جزءًا من المسئولية؟ المعارضة مهما كان، حديثة فى التنظيم بينها وبين باقى الأحزاب الأخرى، وكان المطلوب منها فقط أن يكون التنسيق بينها وبين بعضها أعلى، والتقارب أسرع، وأخذ مواقف قريبة من الشارع، وهذه نقطة فى غاية الأهمية، ففى واقع الأمر، حينما نزل الشارع للتصدى للآخرين أيًا كان، نزل بقوة، ليعبر عن رفضه للتجاوزات، وذلك بدون التنسيق مع المعارضة، ولكننا فى احتياج للمعارضة فى الوقت نفسه. تركت جماعة الإخوان المسلمين فى اليوم الثانى لاغتيال "الخازندار".. فى رأيك هل من الممكن أن تقترب تصرفات الإخوان من اعتداءات نراها على الفضائيات إلى حالات تصفية جسدية فى ظل دعوات بعض المشايخ لاغتيال شخصيات لها تأثيرها مثل باسم يوسف وغيره؟ ما أريد قوله هنا، كنت مع الجماعة فى المرحلة التى كانت مهمتهم الأولى كما أراها هى الدعوة، وبالتالى كان بالنسبة ما تربيت عليه معهم، كان خلق الإسلام، واحترام العقيدة، وماذا يمكن أن نفعله كعمل صالح للآخر، وذلك كان فى فترة شبابى من الرابعة عشر وحتى التاسعة عشر، وما اكتشفته بعد ذلك أنه بجانب الدعوة هناك جهاز سرى يعمل أعمالا لا اتفق عليها، لاسيما لشباب مثلى كان يعد نفسه باستمرار ليكون رجل قانون، وكلمة "قانون" لدى نقطة مهمة للغاية أكثر من تعليمه أو كونه وظيفة، وهو ما جعل رد الفعل بعد اغتيال "الخازندار" يكون الاستقالة، وما حدث أنهم استمروا فى خطين متوازيين من حيث العنف أحيانًا، والدعوة، ولابد أن نؤمن بأن من بينهم رجال عقلاء يستحقون الاحترام والتبجيل، ولكن هذا اللبس والخلط بين من يذهبون للعنف أحيانًا، ومن يعطون أولوية للدعوة، ما زال يحتاج للتوقف كثيرًا، والتساؤلات الكثيرة أيضًا، ولا أستطيع أن أحكم مسبقًا وأتوقع اللجوء إلى الاغتيالات، والتعبير فى مصر الآن أصبح لا ضابط له. كيف تنظر للدعوات المطالبة بتطهير القضاء والرافضة للمساس له؟ مرفوضة تمامًا، شكلاً وموضوعاً، وأملى كبير أنه فى الأيام القليلة التى نمر بها، قد يضطر رئيس الدولة أن يختار حسم هذا الصراع، لأنه يؤذيه شخصيًا، أنا أتفهم الضغوط الواقعة عليها، ولكن هناك حدود لمكانة رئيس الدولة، وهذه المكانة مهددة بهذا النوع من الصراع. ما هى توقعاتك لانتخابات البرلمان فى ضوء انتخابات اتحاد الطلبة ونقابات الصحفيين والصيادلة؟ الاحتمالات السياسية بحكم ردود الفعل فى الشارع، تقول بأن الحكم سيحصولون على نسبة أقل من التى سبق أن حصلوا عليها فى البرلمان السابق، ولكن سيحصل على القدر المطلوب لهم، وما يجب التنبيه إليه هو أن الشارع الآن أصبح رجل السلطة، فالبرلمان القادم علامة استفهام لا أتعجل الإجابة عنها، وأتمنى أن يضع الجميع فى ذهنهم ضغط الشارع، وفى الوقت نفسه أقول للمتفائلون والمتعجلون بعدم نجاح الإخوان لا تنسوا أن لهم أسلوبا وطريقة وأن هناك شريحة كبيرة فى الرأى العام لا تنحاز لهم بقدر ما تنحاز إلى كلمة الدين، فمن لديهم فكر ووعى يقفون فى منطقة الوسط، وأرفض القول بأن من يصوت لهم "أميَّ". تحدثت عن ثورة جياع وقارنتها بنزول الجيش...فهل تتوقع ذلك قريبًا؟ ثورة الجياع عبارة عن حسابات اقتصادية واجتماعية، وأتعجب جدًا أن هذين الملفين لا أحد كثيرًا يهتم بهم، فالمسئولون فى الحكم وفى المعارضة مشغولون بما هو صراع سياسى، ونسوا "لقمة العيش". كيف تنظر لمحاولات التشهير بجهاز المخابرات العامة ووصفه بأنه إحدى بؤر الفساد وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك للقول بأن مصر أصبحت ملعبا مفتوحًا لأجهزة المخابرات الدولية والعالمية؟ الهجوم على المخابرات العامة أراه خطا أحمر وخطرا، فهذا الجهاز لا يجب أن يهتز، فأى دولة تحرم من مركز المعلومات الرئيسى فكأنها تتحرك بلا عقل، ولا يوجد أى مصلحة من اهتزاز كيانه، تمامًا مثل الأمن الوطنى، والهجوم كان خطرا لأنه أتى من أحد حلفاء السلطة. كيف تنظر لتعامل الشارع المصرى مع القضية الفلسطينية بعد الثورة إلى مدى تغيرت وما هى الأسباب؟ نادرًا ما تكون هناك مواجهة عالية من ناحيتى، ولكننى أقول بأن من قتلوا أبناءنا فى رفح التزام على الدولة فى الجانبين فى مصر والمسئول فى غزة أن يسلم من قتلهم، ولا أعرف بأى حجة تتباطئ حماس فى تسليهم، ولا يكون مطلب الرئاسة فى الإصرار عليهم، فحتى الآن مضى عام ولا جديد، فهذه كرامة وطن، وحق دماء أشرف شهداء فى مصر، وأقول لحماس رسالة لا تراهنوا على سماحة شعب مصر وكفاكم "ذكاوة" وسيأتى يوم لن يغفروا لكم ذلك، وإذا كان من حق الدولة أن تختار من تتعامل على المستوى الإقليمى، فلا ينغبى أن يتناقض التقارب السياسى مع الأمن القومى المصرى. ما هو رأيك فى سفر الأقباط لزيارة القدس؟ أؤيده طبعاً، فلأن يصل المسيحى لأعلى وأهم ذكرى للسيد المسيح فهذا حق، ويجب ألا نخلق الأوراق، تمامًا مثلما ذهب المفتى أيضًا، ولا مانع بالنسبة لى أن نذهب كلنا، وده لازم فعلاً، وأقول أنه من العبث الفكرى رفض ذلك، ألم نوقع على اتفاقية كامب ديفيد؟، هل سقطت هذه الاتفاقية بموت "السادات"؟ لا، ولا أعرف أين المشكلة؟، وإذا كانت هناك مشكلة فى المسألة التنظيمية فهناك حلول لها، أما عن رفض التطبيع فذلك من حق مؤسسات المجتمع المدنى، أما المواطن العادى فمن حقه أن يذهب، وأصارحك بأننى ذهبت للقدس ثلاث مرات، فى مناسبات مختلفة. ما هو رأيك فى السياسية الخارجية لمصر فى عهد الإخوان؟ فى احتياج إلى إيمان أكثر بأهمية دور مصر، ويجب أن نركز أكثر على كل ما له علاقة بمنابع النيل، فحصة مصر لن يحافظ عليها إلا الاتصال والتفاوض، بالإضافة لنوع من الحسم، فهذه قضية أمن قومي. وما رأيك فى دور مصر فى حل الأزمة السورية بالتزامن مع عودة العلاقات مع إيران؟ دائمًا أقول لا أسطتيع ولا يجب أن أدعم المعارضة والثورة فى سوريا قبل أن أجيب على سؤال مهم: وماذا بعد بشار الأسد؟ فلو كانت الإجابة هى القاعدة والجهادية وغير ذلك، فمن حقى أن تكون لى وقفة لأقرر أساعد أم لا. وعلى مصر أن تتحفظ فى دعم المعارضة، وأن تكلف المسولين بالبحث لنعرف من سيأتى بعده، فالاختلاف بين خطر نسبى اسمه بشار الأسد، وخطر أكبر هو التطرف والعنف، وعلى مصر أن تأخذ موقفها بما يناسبها هي، سواءً مع الدول العربية أو الأجنبية. وهل ترى أن القاعدة ستأتى بعد بشار؟ طبعاً، ولكن هناك معضلة أنه فى الوقت نفسه لا خلاف على ديكتاتورية بشار، ولكن منذ متى وكنا نتحدث عن رفضنا لكل الديكتاتوريات فى المنطقة العربية، وبعد حلها "جالنا إيه؟"..هل جاءت الديمقراطية فى ليبيا أو تونس مثلاً، فما جاء بعدها مأساة، وتونس أقل. وفى مصر هل أتينا بالديمقراطية؟ فى طريقنا إلى الديمقراطية، ولكن لم نصل إليها بعد. باعتبارك رئيس لجنة حوار الأديان ما هو رأيك فى التخوفات من المد الشيعى؟ الحديث عن المد الشيعى جاء بناءً على حديث وزير السياحة تحدث عن السماح بالسياحة الإيرانية، وهنا خلط، فأن يأتى السائح الإيرانى لا تضايقه فى شىء، أما التجاوز الذى يمكن أن يقوم به السائح إلى عنصر له أهداف أخرى تهددنى فهذه مسئولية الأمن الوطنى والمخابرات العامة، ولا يجب الخلط، وأيضًا فإن كلمة المد الشيعى فى بلد ارتباطه بالسنة والرسول لا معنى لها، ولسنا فى اليوم الذى سيؤثر فيه الشيعى على السنى، والعلاقة بين السنى والشيعى فى حاجة لنظرة حوارية، ففى نهاية المطاف حينما التقيت بآية الله الخمينى فى باريس قال لى "إذا اتفقنا على مكانة الله ومكانة الرسول وأن القرآن هو الدستور فإن الخلافات جزئية بطبيعتها". كيف تنظر لوضع المرأة والثقافة فى زمن الإخوان؟ كل أملى أن يقوم المفكر والمثقف فى هذا العصر كلمته الصادقة، فما أحوجنا لذلك، وما أجوح المفكر إلى من لا يُغيب عقله وتفكيره واجتهاداته فى عصر أصبحت الثقافة والمعرفة رداءً لا بد وأن يضيق على كل مدع ودخيل عليهما، حساباته، وأعتقد أن الدين لا يقف حائلا بين المرأة وحقوقها، ولقد شاركت مؤخرًا فى مهرجان الجنادرية فى المملكة السعودية، وقد أدهشنى الحضور القوى والمتميز للمرأة السعودية بالمؤتمر وأحسست وقتها بالجهد والإدارة غير العادية التى قاوم بها خادم الحرمين الشريفيين المعارضين لتبوء المرأة السعودية مكانتها.