قدمت صحيفة "وول ستريت جورنال" فى عددها اليوم عرضا لكتاب "جرافيتى الثورة: فن الشارع فى مصر الجديدة" للكاتبة ميا غرونداهل ويقدم رصدا لفن الجرافيتى الذى ازدهر فى مصر مع اندلاع الثورة المصرية حتى أصبح الفن المفضل للثوريين الشباب. وخلال عصر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، كانت الاحتجاجات السياسية الواسعة فى الشوارع أمرا مستبعدا وكانت أى محاولة تتعرض لقمع رجال الشرطة، ولكن أكثر المشكلات إزعاجا بالنسبة للشباب والنشطاء العلمانيين، وهى الفئات التى قادت ثورة 2011 التى تمكنت من خلع الدكتاتور كان هو الملل الدائم فى ظل نظام يحرمهم من الفرص ويقف ضد حرية التعبير، ومن ثم فقد تزامنت الثورة المصرية مع حركة واسعة من النشاطات الإبداعية حيث انفجرت الطاقات المكبوتة للشباب وكان الشكل المفضل للثوريين هو "الجرافيتى"، وهو ما تستعرض أشكالا منه الكاتبة جرونداهل فى كتابها الذى تنشره الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. طافت جرونداهل القاهرة والإسكندرية والسويس وغيرها من المدن خلال العامين الماضيين لترصد الأشكال المختلفة من الجداريات التى رسمها الشبان بعض الثورة، وهى ترى أن بعض هذه اللوحات كان يأتى لتوثيق بعض الأحداث التى وقعت مثل إحدى الجداريات التى تصور متظاهر جريح ورفاقه وهم يهرعون لمساعدته، فيما كانت هناك لوحات تتسم بالسخرية، حيث قام أحد الفنانين بالقاهرة بوضع رأس سوزان مبارك، زوجة الرئيس محمد حسنى مبارك، على جسد أفعى وقدم الفنان الساخر المعروف باسم الفيل المجنح فى جدارية أخرى فرد من أفراد الأمن وهو يأكل شهيدا شابا على غرار لوحة الفنان الشهير جويا "زحل يفترس ابنه". وهناك جداريات أخرى تعكس حس الدعابة لدى المصريين فهناك لوحة تمثل رقعة شطرنج، وقد تم القضاء فيها على الملك، على أى حال، فربما تعمل هذه الجداريات كتذكرة للحاكم الجديد الآن بأن سحرة الجرافيتى المصريين ما زالوا فى الشوارع.