تحت عنوان "طبول الحرب تعود إلى العراق"، تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى افتتاحيتها الخلاف الشيعى السنى فى العراق، ووصول الأغلبية الشيعية إلى الحكم والسلطة فى البلاد، وقالت إن الكثيرين لا يرون حزب الدعوة السلطوى مجرد مرادف شيعى لحزب البعث الاشتراكى الذى كان ينتمى إليه صدام حسين. وتوضح الصحيفة أن الهيكل السياسى الذى وضعته الولاياتالمتحدة فى العراق من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها بعد القضاء على صدام حسين لم يبدوا أبداً سليماً وقوياً. لكن الآن، وفى ظل عودة الإرهاب والاختلاف بين الطوائف الثلاثة فى البلاد، السنة والشيعة والأكراد، فإن العراق يقف على شفا الحرب الأهلية مرة أخرى، والعداء السنى والشيعى هو السبب الجذرى فى الصراع المرير فى سوريا، وهذا هو الحريق الذى اجتاح الحدود. ويعتقد البعض أن حزب الدعوة الذى ينتمى إليه رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى ملتزم فقط بحماية مصالح وامتيازات الطائفة الشيعية التى جاء منها، وقد كان إرهاب الدولة والقوة المفرطة هى ما مكن صدام من تماسك البلاد. ولا أحد يأمل أن يمضى المالكى فى نفس الطريق، إلا أنه يفتقر بشدة إلى المهارات السياسية لإقناع السنة والأكراد أنه يرعى مصالح الدولة كلها، وهو يترنح بين وصف السنة بالإرهابيين والاعتراف بأن لديهم مظالم حقيقية.. وبذلك، فإنه يفقد بالتأكيد المصداقية مع الطوائف الأخرى ولاسيما السنة الذين يمثلون خمس السكان ويقولون إنه يتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية. وفى هذا المناخ من العداء، تتابع الصحيفة، عادت الأساليب البربرية للقاعدة وحدثت خمسة انفجارات بسيارات فى جنوب العراق الشيعة أسقطت 21 قتيلا. ومع انحسار الآمال التى أثارها الربيع العربى سريعا، فما يجرى الآن هو صراع إقليمى عام تتحدى فيه روابط الدم والإيمان القديمة هياكل الدولة التى وضعها الإنجليز والفرنسيين على أنقاض الدولة العثمانية.