إن الاحترام واجب أسرى ووطنى، يعيش ويتعايش معنا كل لحظة وكل يوم، إن احترامك لأهلك وجيرانك، لا يتوقف على ذلك، بل الاحترام هو سيد المواقف والحياة بأكملها. أنت لست مجبوراً على الاحترام، فهو يتولد من داخلك، ومن خلال تربيتك مع أهلك وناسك. تعيش بلدنا فترة عصيبة وقاسية على نفسها وعلينا، ونحن الذين وصلنا بلادنا إلى هذا المعترك المزعج الذى لم يصبح فى صالح أحد . فأنت وأنا نتأذى من هذا الوضع. عندما تشبثنا برأينا، ووقفنا أمام أجهزتنا المحترمة وأخذنا لا نحترمها ونقف معها (اللهم القليل من شرفاء مصر) (مع الاحترام لكل الشعب). انتشرت الفوضى هنا وهنا.. وأصبحنا نتكلم أكثر مما نعمل، ولا نقف مع أجهزتنا الحكومية حتى تتعافى. ودعنى عزيزى القارئ أن أخص بأهم جهاز وهو (الشرطة).. نعم فبدونه أنت خائف وغير مطمئن على أسرتك وأولادك، فى وطنك. فمن أين يأتى الأمن والأمان؟ وأنت تقف فى وجه هذا الجهاز. الجهاز الذى يحمينى ويحميك، هل من المعقول أن تقذفه بالحجارة والمولوتوف (صناعة مصرية حديثة) وغيرها من الأساليب المغلوطة، وغير المرغوب فيها، ومن خلال تلك الأساليب الشنيعة المستخدمة بأيدى شبابنا ضد جهازنا الشرطى، كثرت البلطجة، ونحن السبب فى ذلك لأننا لم نراع ونحمى هذا الجهاز فى الوقت الذى يمد يده لنا الآن، وذلك للوقوف بجانبه. لقد حرّمت سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على كل مسلم، بل على جميع الأفراد بمختلف دياناتهم أن يشير إلى أخيه ولو بحديدة أو عصا أو حجر، فيقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكةَ تلعنه حتى يدعَها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه". وفى ذلك حَقْنُ لدماء الأفراد، وحفاظٌ على الأمن للوطن، ودفاع عن حرمة الدماء بمختلف دياناتهم. إن حُرمة الترويع والتخويف والتهديد، وإثارة الفوضى والتشويش بين الناس، لقد نهانا عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: "لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروّعَ مسلماً". علينا أن نشعر بنعمة الأمن التى ألبَسَنا اللهُ إياها، وأن نحذرَ ونخشى من الله تعالى أن يُذيقَنا لباسَ الجوعِ والخوف، كما حصل بأمم سابقة عندما أذاقهم الله لباس الجوع والخوف، بما كانت تكسب أيديهم من المعاصى والسيئات، وبما كانوا يقعون من المخالفات، وأن نحذر من الفتن. ولقد حذّرنا النبى صلى الله عليه وسلم من إشاعة الفتن فى المجتمعات الآمنة والمطمئنة، فالفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها. وعليه .. فإننا بدون هذا الجهاز.. كيف نعيش ونتعامل مع بعضنا البعض؟ هناك الكثير من المعارك الشعبية المصرية الداخلية، تنال من بعضها البعض، وعندما تأتى الشرطة لا يقدرونها ولا يقومون بمساندتها للانتهاء من هذه المعارك الداخلية الطاحنة. لن تنهض مصرنا وتتقدم للأمام للتنمية، التعمير والقضاء على البلطجة التى زيع صيتها فى الآونة الأخيرة إلاّ بالتعاون والترابط والتلاحم مع هذا الجهاز الذى يحمينى ويحميك. حتى نعيش آمنين مطمئنين فى بلادنا التى قال عنها ربنا سبحانه وتعالى (ادخلوا مصر إن شاء آمنين). فهيا يا شباب مصر انهضوا بالوطن، وكفى مظاهرات هنا وهناك. البلد قد لا يتحمل أكثر من ذلك، لوجود الفقراء، الغلابة والمساكين والعاطلين عن العمل، والذى من خلالهم تنتج عنه البلطجة. هيا يا شباب مصر، خذوا بأيدى رجل الشرطة وقفوا بجانبه واعملوا وفكروا فى شيئاً تعيشون من أجله لكم ولأولادكم من بعدكم. نحن شعب مصر.. الفاهم، الواعى والمدرك للأمور. هيا يا شباب مصر العقلاء، النبلاء.. وعوا الشباب الذى يحمل فكر مغلوط، والذى يريد العبث بأجهزة الدولة، ولا يعى ما الفائدة من ذلك. المستقبل أمامكم.. عيشوا لأجله ومن أجله.. ارفعوا اسم مصر عالياً خفاقاً بين الأمم وافخروا ببلادكم حتى نفخر بأنفسنا. حماك الله يا مصر