قال الناقد والروائى المغربى د.محمد برادة: ليس هناك كاتب محترف فى العالم العربى لأسباب كثيرة معروفة، منها محدودية البيع والانتشار والأمية. جاء هذا فى الندوة التى عقدت له أمس، الأربعاء، بمكتبة آفاق بقصر العينى لمناقشة روايته "حيوات متجاورة" الصادرة عن دار الفنك فى المغرب، وكان برادة أشار فى حديثه لليوم السابع عندما تبين له أن كتابة الرواية شىء أساسى وأكثر تعبيرا عن مشاعره الخاصة، أولاها اهتمامه، وبطبيعة الحال هو لا يصنف نفسه كاتبا محترفا للرواية، لكنه يحاول أن يتخذ من الرواية وسيلة للتعبير عن تجربته فى شموليتها السياسية والثقافية. وعن صدور أعماله عن دور نشر مصرية أكد برادة أن عمله "مثل صيف لن يتكرر" قد صدر عن الثقافة الجماهيرية، وهناك طبعة جديدة منها تصدر قريبا عن دار "أفاق" و"رسائلى مع محمد شكرى" عن دار "الدار". وعن عمله القادم صرح برادة بأنه يجهز كتابين أحدهما فى النقد، والآخر عمل إبداعى، وقال إن اللون الإبداعى الذى يجد فيه نفسه أكثر هو الرواية. وفى مداخلته، أكد د.صلاح فضل أن شهوة الإبداع كانت لدى برادة منذ مطلع الشباب وصدرت أول مجموعة قصصية عام 1979، وأكد فضل أن برادة قد استفاد من حياته النقدية وانعكس ذلك على طاقته السردية، فهو من أجمل النقاد العرب التى تحمل قراءة آدابهم النقدية متعة فردية من الدرجة الأولى. وأضاف فضل أن "حيوات متجاورة" كانت مفاجأة مربكة نقديا، لأن برادة يكشف فيها عن وجه إبداعى كان خفيا فى كتاباته السابقة، فهو يخترق منطقة المحرمات فى التقاليد السائدة لكى يكتب هذه الاختراقات العميقة والجريئة لبواطن الحياة فى المجتمع المغربى، وكشف أحشاء هذا المجتمع فيما يتصل بالسياسة والجنس والزيف الدينى الخارجى، أما الروائى منتصر القفاش فقد لاحظ فى مداخلته ملمحا أساسيا عن رواية برادة أنه لا يطمئن للذاكرة، بل دائما يشعر أن تلك الذاكرة ممكن أن تخدعه وأن تقدم له وجها واحدا من الحقيقة، لذلك نجده دائما يحاول إعادة كتابة تلك الذاكرة بكل مستوياتها المختلفة، والذاكرة مدخل لتعدد الحيوات، وهو ما يظهر فى تعدد الرواة فى تلك الرواية، فهم يدخلون فى حوار طوال الوقت مع بعضهم، وهم لا يحاولون تقديم حقيقة واحدة عن أكثر من جانب، بل حقائق عن 3 شخصيات بعينها هى "نعيمة"، "ولد هنية" و"الوارثى". وكانت الندوة قد حضرها الكثير من الأدباء والنقاد مثل الشاعر محمد عفيفى مطر، سعيد الكفراوى، مكاوى سعيد، وائل فاروق، والكاتب الصحفى سيد محمود.