قال الكاتب الشاب "محمد صلاح العزب" ردا على انتقاد البعض بأن كتابات الأجيال الشابة تهدف فى المقام الأول لتحقيق الإثارة والمبيعات على حساب المضمون، إن الجنس ضرورة من ضرورات الحياة مثله كمثل الطعام والشراب، لذلك فمن الطبيعى عندما يكتب المؤلف ويتناول مشاهد فى عمله عن حياة أبطاله، أن تتخللها مشاهد جنسية، بشرط أن تكون موظفة وتتماشى مع حالة الكتابة، وإلا وقتها سيفقد هذا العمل قيمته الفنية ويتحول لعمل إباحى فقط. واتفقت معه الكاتبة هالة البدرى قائلة: "الجنس إذا لم يكن موظفا داخل العمل، فسيكون هناك خطأ فنى، وأتصور أن الكاتب كلما كبر فى السن يصبح أكثر حرية فى مواجهة المحظورات الثلاثة "الجنس، الدين، السياسة"، والخروج عن التابوهات المعتادة، كما أن اتجاه الجيل الحالى للجنس فى كتابته أمر طبيعى وجاء انتقاما من المجتمع الذى أخل بميثاقه معه بأن يوفر له حياة كريمة، وهم أيضا أجرأ فى الكتابة عنه الآن لاختلاف حياتهم عن الأجيال السابقة ولزيادة هامش الحرية المتاح لهم". جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت امس الثلاثاء ضمن فاعليات نشاط "المقهى الثقافى" تحت عنوان "أجيال فى إبداع" وحضرها كل من محمد صلاح العزب، هالة البدرى، طارق إمام، مكاوى سعيد، وامينة زيدان، وأدار اللقاء الروائى بهاء طاهر. وعن تواصل الكتاب الشباب بالكتاب القدامى قال طارق إمام: "هناك حالة من التصالح بيننا، وبين الكتاب الكبار وهذا يتجلى فى العبارات التى نهديها لهم على صدر أعمالنا، ونكنّ لهم كل الاحترام لأن لهم الفضل فى ما نحن عليه الآن". وأضاف: "أرفض المقولات التى سادت مؤخرا بأننا لا نكتب سوى للذات والجسد، وأن أعمالنا بعيدة تماما عن مناقشة الواقع الذى نعيشه، وهذا غير صحيح فهناك أعمال تطرقت لموضوع العشوائيات وكثير من القضايا الاجتماعية الحالية، كما أننى من خلال أعمالى "هدوء القتلة"، و"الأرملة تكتب الخطابات سرا"، شغلنى أكثر من هاجس اجتماعى عكسته فى كتاباتى وهناك انفتاح فى جيلنا على الهم الاجتماعى والطبقى أكثر مما قبل". وعن الجنس فى الأدب قال: "نعانى من حالة انفصام فيما بيننا، فهناك من لديه الجرأة ويعمد إلى كسر كافة التابوهات وهو يكتب، وهناك من يفضل أن يكتب كتابة نظيفة حرصا على القارئ، وهذا ليس فى الرواية فقط، بل فى الشعر أيضا، ومن وجهة نظرى فإذا كان المؤلف بصدد كتابة مشهد جنسى لابد منه، أن يكتبه والمهم هنا هو كيف تعكسه". وأضاف العزب قائلا "أرفض فكرة تقسيم الأدب لأجيال، لأنه أمر مربك جدا، ومن الأفضل أن تكون العلاقة بين القارئ والكتاب بغض النظر عن عن عمر الكاتب وتاريخه، وفكرة أن يكون هناك كل عشرة سنوات جيل جديد من الكتاب فكرة كاريكاتيرية للغاية وغريبة جدا".