بطلته الهادئة.. أصوات عجلات مقعده المتحرك.. نقرات قلمه على لوحة مفاتيح ال"لاب توب" الخاص به.. يعيش "شريف ياسين" بابتسامة يشوبها الأمل والتفاؤل، غير عابئ بالإعاقة التى صاحبته طوال سنوات عمره الماضية. شريف الشاب الثلاثينى تسبب فى إعاقته مثلث كامل من الإهمال عندما أصابه الطبيب بآلة حادة فى الرأس من باب الخطأ عند ولادته، والتى أدت لحالة من الشلل الرباعى فى الأطراف مع حالة من التلعثم فى النطق، هذا ما جعله يحتاج دومًا إلى مساعدة خارجية فى قضاء احتياجاته المختلفة والتى يؤديها، سواء من خلال مقعده المتحرك الذى لم يفارقه طوال سنوات عمره منذ أن صاحبته إعاقته، أو من خلال زوجته ورفيقة دربه التى ساندته على تخطى كل العقبات التى واجهتها معه منذ لحظات لقائهم الأولى. "دخلت المدرسة بعد عناء شديد، لكنى تدرجت بمراحل التعليم بتفوق وذكاء، وفى الثانوية العامة حصلت على نسبة 86%، لكن رفضتنى معظم الكليات التى تمنيتها، وقبلتنى كلية التجارة حتى أصبحت حاصلاً على بكالوريوس تجارة - قسم محاسبة جامعة عين شمس بتقدير جيد".. هكذا بدأ شريف ياسين حديثه ل"اليوم السابع". لم يتوقف شريف عند مجرد الحصول على الشهادة الجامعية فقط، بل انطلق لاحتراف العديد من المجالات الأخرى مثل برمجة التطبيقات التجارية باستخدام الحاسب الآلى "جامعة عين شمس" بتقدير جيد جدًا، دبلوم إدارة المستشفيات "جامعة عين شمس" بتقدير جيد، ماجستير الإحصاء التطبيقى "جامعة عين شمس" تحت قيد الدراسة الآن، ألف عددًا من الكتب فى مجال البرمجة وموسوعة استخدام الحاسب الآلى بدون أطراف. ويكمل يس: "حاولت مع كل هذا كثيرًا أن أجد وظيفة مناسبة أو غير مناسبة، وكنت أقبل بالوظائف البسيطة والتى لا تعدل طموحاتى على الإطلاق، مثل كاتب رسائل علمية، مصمم كروت شخصية، أو حتى طباعة وتصوير ورق، ولكن رفضى من قبل 254 وظيفة للعمل لم يجعل اليأس يلتهم أحلامى وطموحاتى الخاصة". إيمانه بإعداد كيان سليم لذوى الاحتياجات الخاصة وإجبار المجتمع على احترامه والتخلص من نظرة المجتمع لذوى الاحتياجات، مكنه من تصميم "صوت المعاق"، والذى يعد موقعًا إليكترونيًا متخصصًا إعلاميًا لخدمة قضايا ذوى الإعاقة، حيث يضم راديو مسموعًا على الإنترنت، مجلة إليكترونية، منتديًا للمناقشة، منتديًا لكل معاق يقوم بنشر مواهبه الكتابية عبر صفحات الموقع. والذى تم إنشاؤه على يد فريق العمل القائم على الموقع من الأشخاص ذوى الإعاقة أنفسهم على أن يقوم شريف ياسين بتصميم وبرمجة وتمويل وإدارة الموقع بأكمله، والذى صنف أنه الأول إخباريًا لتخصصه فى أخبار الفئات ذوى الإعاقة فقط.