كان لمصر دور بارز فى مساعدة العديد من الدول العربية والأفريقية سواء كان أيام الملكية أو بعد ثورة 23 يوليو 52، وقد تمثلت تلك المساعدات فى صورة بعثات ومنح دراسية أو إرسال فرق من المعلمين والأطباء والمهندسين، فضلا عن إرسال العمال الحرفيين من شتى الاختصاصات، وقد تمثلت تلك المساعدات أيضا" فى صورة سلع وغلال ومنتجات كمساعدات اقتصادية مباشرة، وفى أحيان كثيرة كانت تلك المساعدات ذات طابع عسكرى بإرسال معدات وجنود لبعض الدول عندما تقتضى الضرورة كما حدث فى حرب اليمن وثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسى فى مطلع الستينيات وكما حدث قريبا" فى حرب الخليج. ذلك الدور الذى قامت به مصر بوصفها الدولة الأم والشقيقة الكبرى لكل العرب قديما وحديثا لا ينكره إلا جاحد، لذلك نرى بعض الدول برَت وردت الجميل والبعض الآخر تنكر للجميل أو اشترط شروطا" لرده، ودون الخوض فى التفاصيل لأن الجميع فى النهاية أخوة واشقاء ولأن السياسة علمتنا أن خصيم اليوم حبيب الغد وأن صديق الأمس خصيم اليوم. فلا داعى للحقد على أحد أو الغضب من شخصنة أفعاله. لكن علينا نحن كمصريين أن نقول شكرا "لمن رد الجميل وعلى رأس هؤلاء دولة قطر التى وقفت مع ثورتنا من اليوم الأول ولم تتخل عن مساعدة مصر شعبا" وحكومة وفى كل يوم تثبت صدق وحسن نواياها رغم التشكيك والتضليل الذى يتربص بتلك العلاقة بغية إفسادها وتعكير صفوها. كما علينا أن نقول شكرا" لليبيا والسودان وتركيا ولكل دولة وقفت بجانب مصر فى محنتها الراهنة ولكل من مد يد العون والمساعدة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد ولنا أمل فى الله كبير أن نعبر هذا التحدى إلى بر الأمان وأن تعود مصر كما كانت صاحبة اليد العليا فى العطاء والسخاء بكل حب وود وطيب خاطر.