إننى عندما أكتب "جيل" لم أقصد الجيل الحالى فقط، ولكن أجيالا سابقة وبالتحديد عندما بدأت مشاكل البطالة وعدم القدرة على الزواج وبداية الأطماع الذى لم يتوقف حد له من وصول إيجار الشقق، ولم أقل تمليك القيمة الإيجارية الجديدة التى تتعدى المراتب بمراحل، وغالبا هذه المناطق بعيدة كل البعد عن أية خدمات من المفروض للإنسان العادى حق فيها طالما يدفع الضرائب وثمن القمامة المفروضة علينا فرضا على الكهرباء وليتهم يحضرون ليأخذوا تلال القمامة من المنازل والشوارع. وإلى الآن فى القاهرة الكثير من المناطق لا تعرف المياه الحلوة كما يطلقون عليها، ومن الحرب الدائمة من المجارى لا فرق فى الشتاء والصيف لا رحمة والسبب واضحا عدم وجود شبكة صرف صحية مضى عليها الزمن دهرا. كل هذه الإهانات وغيرها والشباب لا يقدرون على حجرة من هذا!.. نعم، حقا جيل مظلوم من جميع النواحى حتى الآباء لم يعدوا احتمال المساعدة التى كانت بمساندة تعمل على حل جزء ولو بسيط من معاناته، وكيف يساعد الآباء وهم أنفسهم أصبحوا فى بطالة من جراء الأزمة المالية والخصخصة التى أتت ببطالة لم تكن فى حجم بطالة الشباب، بل أكثر.. لأن ما أخذه من مال صرف فى مشروع خاسر أو فى ربح أكبر فى البورصة والاثنان خراب، ولم تكن الشركات التى قضيت الحكومة عليها من ضياع مستقبل وضياع المرتب الشهرى مهما كان بسيطا، ولكنه شىء ثابت، وهذه الأسرة فيها من الشباب من هم فى سن الزواج، ومراحل التعليم وكم من العائلات عانت من أفكار الحكومات التى لم يعمل عليها أى دراسة من أى نوع بالرغم من وجود متخصيص، والآن بعد الفشل.. مازالوا يفكروا فى بيع السيرك القومى. والسؤال ما الخير الذى عاد على الشعب والشباب، فى حين وزارة الثقافة تأخذ ميزانية تكفى التعليم والصحة والبحث العلمى، احتمال يقوموا من نومهم الآن مع كل الفرص الضائعة على الشباب من فرص العمل إن وجدت، والهجرة المميته عبر الهجرة الغير شرعية أيضا فرصة وحيدة. أصبح جيل الفرصة الواحدة إن نالها لا نلوم الشباب على السخط والعنف قبل أى شىء، أنا لست مع الأخطاء وما وصل إليه المجتمع المصرى من الجرائم المرعبة ولكن الخطأ الفادح فى التخطيط فى مشروعات حيوية ويصرف عليها فى غير مكانها ولا زمانها والأمثلة كثيرة، والغريب من أين يأتون بالجوائز المادية لكل هذه المهرجانات التى تعدل شهور السنة وأكثر وفى وجود الأزمة المالية وما تفعله بعض شركات من طرد العاملين أو الاستغناء بنصف المراتب ولم يفكروا ما يعود من خراب. والدول التى بها عمالة أكثر مما عندنا يصرف لهم بدل بطالة إذا لم يرجعوا إلى عملهم السابق أو تكون إجازة مفتوحة، ولكن حتى قانون العمل لا ينفذ منه أى بند يكون فى صالح العامل، وعلى الجانب الآخر نرى من يملكون أموالا لا يعلم غير الله من أين جاءت، وغالبا ما يكونون فى العقد الثالث أو الرابع من العمر ويكونون رجال أعمال ويتحكمون فى أسعار السوق ومصير شعب، وفى ظل هذه الأزمة المالية ويصرف من أموال تكفى لبناء مستشفى التى تبنى بالجهود الذاتية أو شراء أجهزة طبية أو مساعدة مرضى لا يقدرون على الدواء أو من مساعدة مئات الشباب الغير القادرين على الزواج - بكل أسف الحالات ما أكثرها- ومع كل الآلام نجد ما يثير الاستفزاز بكل الصور وتصرف الملايين بكل توافه الأمور، والأمثلة ليست بعيدة!! وما زالت فى ساحة القضاء إلى الآن. وأصبحنا فى مجتمع أغنياء ومجتمع تحت خط الفقر بمراحل والفجوة التى بين الاثنين لا يدرك مداها غير الله وكان الله فى عون شباب لا يملك غير الأمل فيمن يفتح له طريقا يسير فيه؟.. ويعامل كما خلقه الله سبحانه وتعالى كإنسان، وكرمه على جميع المخلوقات ويكون له فرص وليست فرصة وحيدة، حتى لا يضيع من كانوا فى أيدينا ويذهبوا إلى أوكار الظلام. وأخيراً لا تعلو الأمم بغير الشباب والأطفال والجيل القادم وأمنية وأمل، ويكون المجتمع بدون أية فجوات ويفتح الله لنا طرق الأمل والنجاح لمصر الغالية. وختاما ما أعظم قول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم