نشرت صحيفة لوموند فى صفحة الرأى، مناشدة وجهها ثلاثة كتاب، يساندون الكيان الإسرائيلى، للمجتمع الدولى بل وللرئيس مبارك نفسه لوقف مساعى فاروق حسنى لنيل منصب مدير عام منظمة اليونسكو، لأنه من وجهة نظرهم ليس أهلاً له، نتيجة تصريحاته السابقة ضد إسرائيل، وهؤلاء الكتاب هم الفيلسوف برنار هنرى ليفى والصحفى والكاتب والسينمائى كلود لانزمان رئيس مجلة Les Temps modernes، وأخيرا الكاتب إيلى ويزل الحاصل على جائزة نوبل للسلام فى 1986. قال الكتاب الثلاثة إن فاروق حسنى شرع منذ أكثر من 15 عاماً فى مهاجمة إسرائيل، وأضافوا فى مناشدتهم على صفحات لوموند: من ذا الذى صرح فى 2001 قائلاً: "إن إسرائيل لم تساهم أبداً فى أى حقبة من الزمن فى بناء الحضارة لأنها لم تقم يوماً إلا بالاستيلاء على ممتلكات الغير"، ثم عاود بعدها بشهرين ليقول: "إن الثقافة الإسرائيلية هى ثقافة لا إنسانية، فهى ثقافة عدوانية وعنصرية ومدعية، تقوم على أساس بسيط ألا وهو سرقة ما ليس ملك لها لتتدعى بعد ذلك ملكيته". واستمر الكتاب الثلاثة فى سرد تساؤلاتهم الاستنكارية ضد حسنى، قائلين: من ذا الذى صرح فى 1997 بعبارة أنه "العدو اللدود" لأية محاولة تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، وأعاد تكرارها بجميع اللهجات؟ من ذا الذى أجاب، فى 2008، أمام تخوف أحد النواب فى البرلمان المصرى حيال إمكانية إدراج كتب إسرائيلية فى مكتبة الإسكندرية، قائلاً إنه إذا وجد تلك الكتب فسوف يقوم بحرقها بنفسه أمامهم؟ من الذى قال، عام 2001 فى مجلة روز اليوسف، إن إسرائيل إنما تستند فى دسائسها على "اليهود الذين يندسون داخل وسائل الإعلام الدولية" وعلى مهارتهم الشيطانية فى "نشر الأكاذيب"؟ وأضافوا: والأسوأ من ذلك هو أن تلك العبارات التى أوردناها لا تمثل إلا بعضاً (وهى أقلها إثارة للنفور) من التصريحات الحاملة نفس المضمون، التى لا حصر لها، والتى تمثل علامات فى تاريخ عمل فاروق حسنى. وطالب الكتاب الثلاثة بفعل أى شىء قبل 30 مايو، آخر موعد للترشيح، لوقف مسيرته القاطعة صوب واحدة من أهم المناصب ذات المسئولية الثقافية فى كوكب الأرض. قائلين إن فاروق حسنى غير جدير بهذا الدور، لأنه، حسب قولهم، نقيض رجل السلام والحوار والثقافة. وأضافوا: فاروق حسنى رجل خطير، حارق للقلوب والعقول، ولم يبقَ سوى القليل من الوقت لتجنب ارتكاب هذا الخطأ الفادح، وهو الارتقاء بفاروق حسنى إلى هذا المركز المرموق. وقال الكتاب الثلاثة: نحن إذاً ندعو المجتمع الدولى لتفادى الخزى الذى قد يمثله اختيار فاروق حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو، والذى يفترض هو نفسه أنه قد فاز بالفعل به تقريباً، ندعو جميع الدول الشغوفة بالحرية والثقافة لاتخاذ الإجراءات الواجبة بهدف درء هذا التهديد وتجنيب اليونسكو الغرق المتمثل فى اختياره، وندعو الرئيس المصرى نفسه، باسم ذكرى نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل، والذى لابد وأنه يتقلب فى قبره فى تلك اللحظة، وإكراماً لبلده وللحضارة العظيمة التى ينتمى إليها، ندعوه إلى إدراك الوضع واستنكار موقف وزيره على وجه السرعة وكذلك سحب ترشيحه فى كل الأحوال.