حرب جديدة أشعلتها الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية، وحزب النور، نتيجة تقارب جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية، وحذرت قيادات سلفية بارزة جماعة الإخوان من تبعات التقارب «الإخوانى - الشيعى» لما يمثله من خطورة على الأمن القومى. وأكد الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، أن إجراءات التغلغل الإيرانى داخل مصر ظهرت واضحة بعد اتفاقية السياحة التى وقعها وزير السياحة مؤخراً، ثم إلغاء تأشيرات الدخول للمصريين إلى إيران، والترحيب البالغ بالقائم بالأعمال الإيرانية فى الإعلام المصرى، وتعيين مستشار شيعى فى وزارة الإعلام، وزيارة وفد إعلامى مصرى لإيران للاتفاق على دبلجة المسلسلات الإيرانية باللغة العربية، لعرضها على التلفاز المصرى والقنوات المصرية. وقال «برهامى» فى بيان رسمى له تعليقاً على التقارب المصرى الإيرانى، إن إيران استغلت العرب وقلة من المصريين -قبلت أن تبيع دينها- فى الدعوة إلى المذهب الشيعى البغيض، وافتتاح قناة «صوت العترة» التى تبث على «النيل سات»، ويشرف عليها «ياسر البغيض» الساب لعائشة -رضى الله عنها-، المباهل على أنها فى النار! -والعياذ بالله من الضلال- وإعداد وفود مصرية من الأشراف للسفر إلى إيران لتعلم مذهب الإمام على -كما يزعمون-، وتشييع طرق صوفية، أصبحت تجاهر بمناحاة منهج الرافضة الذى يدَّعون أنه منهج أهل البيت كذبًا وزورًا على أنه مذهب أهل السنة، والبقية تأتى من ترميم المساجد الفاطمية والسعى لإدارتها من قِبَل الشيعة!. وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مصر تشهد خطرا داهمًا لم يحدث من قبل، ولم يعد خفياً فى ضوء الانفتاح والتطبيع السياسى والتقارب المصرى الإيرانى، مشيراً إلى أنها ظلت مستعصية على التوغل الثقافى الشيعى، وتصدير الثورة الإيرانية على مدى العقود الأخيرة حتى بدأت سلسلة التوغل الثقافى هذه الأيام، مضيفاً: «التوغل الثقافى الشيعى والتقارب المصرى الإيرانى، يأتى نتيجة للموقف التاريخى للإخوان المسلمين فى مسألة التشيع، والثورة الإيرانية ابتداءً من صياغة الأصول العشرين لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، فيما يتعلق بقضية الإمامة والخلافة والخلاف بين الصحابة». وتابع برهامى: «على صعيد المواقف الحالية المعاصرة نجد الثناء البالغ على حزب الله وحسن نصر الله، وعدم اتخاذ موقف جاد وإيجابى من الدعم الإيرانى لنظام بشار، وعلى دعمهم للنظام المالكى فى العراق، الذى قتل من أهل السنة على يد الميليشيات الإيرانية الشيعية، مثلما قتلت القوات الأمريكية الغازية»، مؤكداً أن الضغط السياسى وبيان أن الانتعاش الاقتصادى والسياحى المتوقع من المد الإيرانى وهم كبير، ولو وجد لكان على حساب الدين مع الدعوة إلى الله، وبيان مذهب أهل السنة والجماعة هى السبل لمواجهة التغلغل الإيرانى. فيما أكد الدكتور جمال حشمت القيادى بجماعة الإخوان المسلمين عضو مجلس الشورى، أن المذهب الشيعى موجود فى مصر قبل تولى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مسؤولية البلاد، متسائلاً: «أين كانت الدعوة السلفية حين انتشر المذهب الشيعى فى مصر قبل سنوات، وأين التيارات السلفية التى تهاجم جماعة الإخوان المسلمين حالياً حين تم بناء الحسينيات الشيعية فى عدد من المحافظات بالجمهورية». ووجه «حشمت» فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»، رسالة حادة اللهجة للدعوة السلفية والأحزاب السلفية التى ترفض عودة العلاقات «المصرية - الإيرانية»، قائلاً: «عليكم أن تنشغلوا بمصلحة مصر العليا، لأن الشعب المصرى لن يسمح بنشر التشيع أو التأثير على عقيدة الإسلام»، مؤكداً أن جماعة الإخوان المسلمين لن تسمح بنشر المذهب الشيعى فى مصر بلاد السنة. واعتبر القيادى بجماعة الإخوان المسلمين عضو مجلس الشورى، أن تصريحات الدعوة السلفية وشيوخها خلال الفترة الماضية حول وجود تفاهمات بين جماعة الإخوان المسلمين ودولة إيران لنشر المذهب الشيعى فى مصر، بأنه «اتهام بغير دليل»، موضحاً أن الخلاف بين التيارات الإسلامية والشيعة هو خلاف «فكرى»، وليس خلافا «عقائديا» مثلما تروج له التيارات السلفية.