نفس المشهد يتكرر كثيرا..كنيسة ممتلئة تكتسى بالسواد، وأهالى ثكلى، وبعض الهتافات التى ربما تساعد فى تبريد نار الأهالى و التنفيث عن غضبهم، ثم تأتى اللقطة الأكثر حزنا مجموعة من الصناديق التى ربما يصل عددها إلى خمسة صناديق و فى بعض الحالات تزيد أو تقل قليلا.د هذا ليس مشهدا من فيلم عربى يتخلله بعض المشاهد الحزينة و لكنه فى النهاية ينتهى نهاية سعيدة، لكنه واقع مؤلم ربما لا يقتبس من الفيلم العربى سوى النهاية السعيدة المفتعلة التى تتمثل فى شيخ و كاهن يقبلوا رأس بعضهم على خلفية موسيقى وطنية و هتافات الهلال مع الصليب، وكأن هذا الواقع المؤلم لا ينتظر سوى هذه القبلة السحرية. و يظن المسؤلون أو يتظاهروا بأن هذه القبلة السحرية هى الحل الأمثل لمشكلة الفتنة الطائفية التى لا تلبث أن تهدأ حتى تشتعل فى مكان آخر، الأمر الذى لا يكلف المسئولين سوى أجرة المواصلات التى سينتقل فيها الشيخ و الكاهن لكى يكرروا نفس المشهد مرة أخرى. وإذا عدنا و فتشنا عن سبب اشتعال الفتنة لا نجد سوى قصة حب أو قصة حرق قميص أو حتى جريمة قتل، لكن يدفع هنا الجميع الثمن لأن - لسوء الحظ - طرفى الواقعة مختلفو الديانة فيتحول الأمر من مجرد جريمة عادية إلى فتنة طائفية، فيسقط الضحايا و تحرق المنازل و تقتحم دور العبادة ثم...ثم يأتى دور القبلة السحرية من جديد. لكن هذه القبلة السحرية لا يدوم مفعولها طويلا، فتشتعل نار الفتنة الطائفية من جديد والتى لا تحرق فقط الأفراد الذين تربوا على كراهية بعضهم البعض و لكنها تحرق المجتمع بأكمله. والسؤال هنا هل يستيقظ المسئولون ليكتشفوا أن هذه النهاية السعيدة لا تصلح سوى فى الأفلام؟ أم نحن فى انتظار أحداث فتنة أخرى أشد عنفا و لسبب تافه آخر ... !!!