غضب فى المحافظات لاستمرار انقطاع التيار الكهربائى.. الأهالى يستخدمون الشموع ولمبات الجاز فى قرى القليوبية.. والتهديد بقطع الطرق بكفر الشيخ والإسماعيلية وبنى سويف.. والانقطاع يدمر صناعة الأثاث بدمياط

حالة من الغضب تسيطر على المحافظات المصرية، جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة، وتشهد معظم قرى محافظة القليوبية، بداية من الساعة السادسة مساء كل يوم انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة، امتدت إلى فجر صباح كل يوم، وتعيش تلك القرى فى ظلام دامس، مما دفعهم إلى الاستعانة بالشموع ولمبات الجاز مرة أخرى، وذلك بعد أن انقرضت تلك اللمبات منذ الثمانينات، ولكنها عادت مرة أخرى فى القرن الواحد والعشرين، وئأنها تقوم بثورة مضادة على التطور التكنولوجى الذى حدث منذ قرون.
يقول أبناء قرية ميت نما التابعة لمركز قليوب، إن القرية تشهد منذ فترة انقطاع التيار الكهربائى بصفة مستمرة، ويهددون بالخروج لقطع الطريق مصر- إسكندرية، فى حالة عدم الاهتمام بمشكلة الكهرباء، ويتساءلون عن الأسباب الخفية لظاهرة انقطاع الكهرباء فى عهد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية.
فى كفر الشيخ يتواصل انقطاع التيار الكهربائى بصورة يومية فى كل مدن ومراكز وقرى محافظة كفر الشيخ بصورة مُملة، حيث يتم فصل التيار الكهربائى عن أحياء كفر الشيخ لعدة ساعات، كما يتم انقطاع الكهرباء عن قرى مراكز كفر الشيخ العشرة بالتناوب، وتعالت أصوات الأهالى والطلاب الذين تعودوا على انقطاع التيار الكهربائى.
وتقدم عدد كبير من الأهالى بشكاوى للمسئولين عن كهرباء الريف وكهرباء كفر الشيخ، إلا أن المسئولين يؤكدون أنها تخفيف أحمال، ولكن الأهالى لا يقتنعون بالردود من قبل المسئولين، وهدد عدد من أهالى كفر الشيخ وقلين وبيلا وسيدى سالم وكفر الشيخ والحامول وبلطيم، بالتصعيد وقطع الطرق احتجاجاً على قطع التيار الكهربائى، مما أدى لتلف عدد من الأجهزة.
وأشار محمد فتحى الصاوى "مدرب" إلى أن انقطاع التيار الكهربائى أضر بكل فئات الشعب، فالطعام فى الثلاجات فسد كما أن هناك العديد من الأجهزة الكهربية تفلت بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائى، وعودته فجأة، مؤكداً أن عددا من الأهالى سيحررون محاضر ضد وزير الكهرباء يحملونه ما تلف من أجهزة كهربائية، وتوقف عدد من المحال المعتمدة على التيار الكهربائى فى أداء خدمتهم للمواطنين.
فى دمياط، تعددت شكاوى أصحاب الورش والمحال التجارية بدمياط من تكرار انقطاع التيار الكهربائى فى أوقات متعددة، وخاصة فى الفترة المسائية بما يهدد مصالحهم، ويعطل العمل داخل الورش ومصانع الأثاث بدمياط.
وأكد محمد مسلم نقيب صناع الأثاث بدمياط، أن الأمر أصبح زائدا عن الحد، وأن انقطاع الكهرباء فى دمياط أصبح أمرا لم يعد الاحتمال، ويعيدنا إلى عصر الثمانينات والتسعينات.
وأضاف مسلم أن انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة فى دمياط هو وسيلة لتدمير الاقتصاد المصرى بعد تعطل العمل بآلاف الورش والمحلات التجارية.
ومن جانب آخر، أعلنت محافظة دمياط على موقعها الرسمى عن فصل التيار الكهربائى عن محطة محولات غرب دمياط، لمدة ثلاث ساعات متواصلة، وذلك يوم الجمعة القادم الموافق 5 أبريل القادم، لإجراء عمليات الصيانة الدورية، وذلك فى المناطق التالية "الأعصر- عزبة اللحم- الخياطة- الشعراء- السنانية".
فى الإسماعيلية، تواصل الكهرباء انقطاعها المستمر يوميا فى قطاعات متعددة ليلا ونهارا، وتستمر بالساعات، الأمر الذى جعل المواطنين يستاءون أشد استياء، وأن هذا الانقطاع الدائم والمتكرر يسبب خسائر فادحة للمواطنين، من حرق أجهزة كهربائية، وانتشار للسرقات والبلطجة فى الأماكن المظلمة، وخاصة فى الطرق السريعة والقرى والمناطق الصحراوية، وانتشار الحوادث نتيجة الإظلام الكامل فى عدد كبير من الشوارع المكدسة بالمواطنين، والتى بها حالة بيع وشراء ومعظم المحلات تكون معرضة للسرقة أثناء انقطاع التيار.
وقرر مجموعة من شباب حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بالإسماعيلية وحركة كفاية، معاودة حملتهم، والتى سبق وأن قاموا بها منذ شهور والتى تحمل عنوان "مش دافعين" لتحريض المواطنين على عدم الالتزام بدفع الفواتير الشهرية للكهرباء، والمطالبة بعمل جدول فى حالة استمرار الانقطاع لإعلان المواطنين بمواعيد قطع التيار الكهربائى، وأن يتم مراعاة ظروف المواطنين ليلا، وخاصة وأننا مقبلون على امتحانات الشهادات الثانوية العامة والمراحل المختلفة خلال أيام قليلة.
وقال مسعد حسن أمين حزب التحالف، إن انقطاع التيار المستمر وفى أوقات مختلفة يعتبر حالة من حالات الفوضى المنتشرة فى سياسات الحكومة، وعدم قدرتها على حل مشاكل المواطنين، وإن الأمر لو استمر على هذه الحالة سيجد رفضا شعبيا كبيرا من قبل المواطنين الذين يتحملون خسائر كبيرة.
وقالت مصادر ب"كهرباء الإسماعيلية" إن الانقطاع نتيجة زيادة أحمال القيام بعمل إصلاحات فى بعض المناطق، وهناك محاولات بتقليل فترات انقطاع التيار الكهربائى، وعدم قطع التيار بشكل كامل، مشيرا إلى أن الأمر سيصبح أكثر تعقيدا خلال فترة الصيف، نتيجة زيادة احتياجات المواطنين للكهرباء وزيادة الأحمال، وقد تصل فترات الانقطاع إلى ساعات ليلا أو نهارا إذا لم يتم حل المشكلة من منبعا رئيسيا، والاهتمام بالصيانة الدورية للمحولات الموجودة داخل القرى والمدن على حد سواء.
فى المنيا، أكد محمد مصطفى رحيم رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء مصر الوسطى، أن هناك أزمة حقيقية ولكن يمكن تجاوزها من خلال برنامج الترشيد الذى تتبعه الوزارة والشركات بمختلف المحافظات، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على 33 محورا، منها أنه سوف يتم تشغيل 4 محطات جديدة خلال شهرى أبريل ومايو بإجمالى 2800 ميجاوات فى الجيزة والعين السخنة وأبو قير، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من المحطات القائمة من خلال عمل صيانة لها، مؤكدا أن هناك نقصا فى الوقود، وهو أحد الأسباب الرئيسية فى الأزمة، مؤكدا أنه تم تركيب 85 ألف لمبة موفرة للطاقة فى 5 محافظات، بتكلفة تجاوزت 20 مليون جنيه، كما تم توزيع مليون لمبة على المشتركين.
كما أوضح رحيم أن فريق من الخبراء اليابانيين، قام بزيارة إلى محافظة المنيا لدراسة إنشاء محطة توليد طاقة متجددة باستخدام الرياح، وأرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة استثمارات الكهرباء، والتى تتخطى 3 مليارات جنيه لمحطة توليد واحدة، مضيفا أن هناك فجوة بين الإنتاج والأحمال.
وأوضح أن مشكلة الكهرباء مع البترول ليست مشكلة، لأن الشركة لها ديون لدى المصالح الحكومية تبلغ 14 مليارا ونصف، لو تم تحصيلها سوف يتم سداد المديونيات التى تخص الشركة، واختتم رئيس مجلس الإدارة، قائلا إن العجز فى الاحتياطى النقدى هو الذى كشف الدنيا.
فى بنى سويف، يواصل التيار الكهربائى مسلسل انقطاعه فى مدن وقرى مراكز بنى سويف، حيث اعتاد الأهالى على انقطاع الكهرباء بشكل يومى ساعة على الأقل صباحا، ومثلها مساء فى المدن، أما القرى فينقطع التيار فى أى وقت لأكثر من ساعتين، وعبر الطلاب عن غضبهم من ذلك، لافتين إلى أنهم لا يستطيعون الاستمرار فى المذاكرة بسبب انقطاع التيار الكهربائى يوميا، رغم اقتراب موعد الامتحانات فى جميع المراحل منها الثانوية العامة شهر يونيه القادم، فى حين أبدى أصحاب محلات خدمات الإنترنت استيائهم، حيث يتسبب انقطاع التيار فى توقف أجهزة الكمبيوتر عن العمل وخسارة مالية يوميا، فضلا عن تعرض الأجهزة للتلف.
أما ربات البيوت فأكدن أن انقطاع الكهرباء بشكل مفاجئ، وفى أوقات مختلفة وعودته يؤدى إلى تلف الأجهزة الكهربائية خاصة الثلاجات والتليفزيونات، فضلا عن فساد المأكولات التى تحتفظ بها الأسر فى الثلاجات لطول مدة الانقطاع.
ووصف المواطنون استمرار ذلك الانقطاع أيضا فى فصل الشتاء القادم مثلما حدث فى العام الماضى بالكارثة، خاصة فى ظل تفاقم مشكلة السولار التى تعتمد محطات توليد الكهرباء عليها فى التشغيل، مطالبين حكومة قنديل بالاستقالة طالما لا يستطيعون توفير الخدمات لمواطنى دولة بها السد العالى، وتمتلك موارد أخرى وبدائل للطاقة لا يتم استخدامها، مثل الطاقة الجديدة والمتجددة ونظل نعتمد على السولار فى تشغيل المحطات، ونحن فى ظل تقدم تكنولوجى مذهل على مستوى العالم.
فى الشرقية، تشهد المحافظة انقطاعا مستمرا فى التيار الكهربائى، الأمر الذى يثير غضب جموع المواطنين بالمحافظة، خاصة بعد علمه بأن التيار سيتم قطعه أربعة ساعات يوميا.
من جانبه، قال أصحاب المصانع والمتاجر والثلاجات، إن انقطاع التيار كبدهم خسائر مادية فادحة خاصة فى ظل أزمة نقص السولار، والتى كانوا يعتمدون عليه فى توليد الكهرباء للحفاظ على المنتجات من التلف.
أما فى مدينة الزقازيق، يتم قطع التيار الكهربائى بين الأحياء بالتناوب كما لم ينج مبنى رئاسة المدينة هو الآخر فضلا عن رئاسة حى أول وثان الزقازيق من انقطاع التيار عنهما إلا أن الغريب فى الأمر، أنه ومنذ تولى الدكتور محمد مرسى مهام منصبه رئيسا للجمهورية، لم ينقطع التيار الكهربائى عن منطقة فيلل الجامعة التابعة لحى ثان الزقازيق، وكذلك منطقة ديوان عام المحافظة، حيث أكد أهالى المنطقة أنهم لا يعانون من أزمة انقطاع التيار نهائيا، منذ تولى مرسى رئاسة البلاد، كما أنه لا يتم قطع التيار عن المنطقة بأكملها، والأمر الذى فسره المسئولون بأن هذا القرار يرجع لدواعى أمنية.