تيانجين (ا ف ب) - اطاح المنتخب اللبناني بنظيره الكوري الجنوبي وحرمه من بلوغ نصف نهائي بطولة اسيا الخامسة والعشرين لكرة السلة لاول مرة في تاريخه بفوزه عليه 6865 (الأرباع 1918 و1315 و1716 و19-16) الجمعة في تيانجين الصينية. وكان روني فهد مرة جديدة جاهزا ليؤكد أنه رجل المناسبات الكبيرة ومهندس التعاطي مع اللحظات الحرجة، بعدما دخل من مقعد البدلاء ليقود بلاده الى هذا الفوز الذي ابقى على آمال لبنان في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 في تركيا عبر احتمالين إما أن يحقق مفاجأة ضخمة وتاريخية بالتغلب في نصف النهائي السبت على نظيره الصيني الذي تأهل على حساب جاره التايواني 101-83، وإما باحراز المركز الثالث. وهي المرة الخامسة على التوالي التي يبلغ فيها منتخب لبنان المربع الذهبي لينضم الى جاريه الايراني والأردني ولتؤكد منطقة غرب آسيا مدى تطور اللعبة فيها على صعيد المنتخبات بعد الأندية. في المقابل، تأتي خسارة كوريا لتبعدها عن المربع الذهبي لأول مرة في تاريخها بعد أن شاركت في جميع النسخات ال24 السابقة. وكان الشد العصبي العنوان الأبرز للقاء الاول فتحكم بأداء الفريقين وغابت الفنيات وارتفعت الضغوط على اللاعبين. وعلى الرغم من الأداء الدفاعي المميز لجاكسون فرومان ورفاقه كجان عبد النور قبل خروجه بالأخطاء الشخصية، الا أن لبنان وجد صعوبة بالغة في التسجيل بسبب الدفاع الكوري الصلب الى أن حل روني فهد وتوج نفسه بطلا للمباراة من دون منازع معيدا ذاكرة اللبنانيين الى نفس البطولة في شنغهاي في الصين ايضا عام 2001 حيث تأهل الى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، والى الدوحة 2005 بفضل الجرأة العالية التي يتمتع بها. وتمكن الكوريون من الحصول على الكثير من المتابعات الهجومية، الأمر الذي ساعدهم على الامساك بالمباراة، وقبل 4 دقائق من نهاية الربع الثالث رفع الكوريون الفارق الى 7 نقاط (4538) فدفع المدرب الصربي دراغان راتزا ببراين بشارة ثم ارتفع الى 10 (4838)، لكن مات فريجة كسر الضياع اللبناني بثلاثية ثم حصل روني فهد بعده على ثلاث رميات حرة سجلها جميعا قبل أن يدرك التعادل بتسديدة بعيدة المدى فيها الكثير من الحظ في نهاية الربع الثالث (49-49). ومع انطلاق الربع الأخير، ارتكب فرومان خطأه الرابع وسط محاولات كورية للتسجيل من خارج القوس من دون جدوى، وقام مازن منيمنة بمجهود دفاعي رائع لكنه خرج بعد تعرضه لإصابة طفيفة فعاد قائد المنتخب فادي الخطيب الى الملعب، ورفع مات فريجة الفارق الى 12 نقطة (6250) بثلاثية وسلة. وقبل دقيقتين خرج فرومان بالأخطاء الخمسة، وترافق الأمر مع فورة كورية بسبب الدفاع الضاغط فتقلص الفارق الى سلة واحدة (6163) بقيادة كانغ بيونغ هيون الذي سجل ثلاثيتين وأعطى تمريرة حاسمة لكيم جو سونغ قبل أن يعيده علي كنعان الى 4 نقاط، الا أن يانغ دونغ يون زاد الضغط على المنتخب اللبناني (6465) وحصل الخطيب على رميتين ترجمهما بنجاح قبل 10 ثوان، فطلب المدرب راتزا من لاعبيه إرتكاب خطأ لمنع الكوريين من ادراك التعادل برمية ثلاثية، ولعبت خبرة الخطيب دورها في الحصول على أخطاء الثواني الأخيرة وترجمة الرميات الحرة. وقال راتزا أن الضغط الكبير الذي عنون المباراة مرده الى أنها تقضي بخروج المغلوب "وقد أصبح لدينا خياران للتأهل الى كأس العالم فإما أن نفوز غدا وإما أن نفوز في مباراة المركز الثالث". وبالنسبة لتحضيراته للقاء الصين قال "غدا الأمور ستكون مختلفة لأن الضغط سيكون على المنتخب الصيني وليس علينا، ونعرف جيدا كيف يجب أن نلعب". من ناحيته، أكد نجم المباراة الأول روني فهد "التغييرات التي أجراها الجهاز الفني أعطت ثمارها وعرفنا كيف ننهي النتيجة لمصلحتنا، أما مباراة الغد فستكون عظيمة وأؤكد أننا لن نكون ندا سهلا للصين". وسجل فهد 21 نقطة ومات فريجة (14) وفادي الخطيب (10)، وللخاسر كيم جو سونغ (14). وفي المباراة الثانية، أخذ النجمان الصينيان العالميان يي جيان ليان ووانغ زهي زهي على عاتقهما الشخصي مهمة تأهل بلادهما الى الدور نصف النهائي فسجلا 50 نقطة مناصفة. ولعل العروض المتأرجحة للتنين الصيني لا سيما فوزه بشق النفس على لبنان والأردن في الدور الثاني، أزالت عامل الرهبة التي كانت تسيطر على الفرق الاخرى قبل مواجهة عملاق القارة وجعلها تلعب بجرأة أكبر. وبدأت المباراة بست ثلاثيات مناصفة بين الطرفين بعد انتصاف الربع الأول، حيث كانت حصة اصحاب الضيافة من نصيب زهي زهي الذي سجل بمفرده 15 نقطة لكن مدربه سحبه ليتسلم جيان ليان المبادرة ويحصد 6 نقاط ما يعني أنهما سجلا 21 نقطة من أصل 28 في الربع الاول مقابل 22 للضيوف. واذا كان الفريق التايواني فاجأ الجميع بصموده حتى انتصاف الربع الثاني فإن المفاجأة كانت أكبر بعد أن انتزع الفريق الجار التقدم 4338 بثلاثيتين متتاليتين لتيان لي قبل 3 دقائق على نهاية الشوط الأول الذي انتهى في غير مصلحته (45-53). وضغط الصينيون بقوة في الربع الثالث فانهوه 32-16 ليرتاحوا في الاخير تاركين المبادرة لتايوان التي انهته في مصلحتها (22-16).