دوري أبطال أوروبا

عندما رحل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف ريال مدريد في عام 2018 ، تساءل كثيرون عن اللاعب الذي يمكنه شغل هذا الفراغ الذي تركه رحيل الماكينة التهديفية للريال على مدار سنوات طويلة.
وظن كثيرون أيضا أن الريال سيعاني لسنوات حتى يجد المهاجم الذي يمكنه تعويض الفريق الملكي عن موهبة رونالدو التهديفية الفذة وأرقامه القياسية العديدة لاسيما مع ظهور أندية لديها قدرات مالية أعلى من الريال مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي ما يجعل التنافس معها على أفضل المهاجمين أمرا صعبا.
وبينما توقع أنصار الفريق أن يظل الريال في محنة هجومية لحين التعاقد مع مهاجم مثل الفرنسي كيليان مبابي المرتبط مع باريس سان جيرمان ، كان الحل فرنسيا أيضا ولكن من داخل صفوف الريال حيث وجد الفريق ضالته في المهاجم الفذ كريم بنزيمة الذي توارى لسنوات طويلة خلف أضواء رونالدو.
والحقيقة أن سجل بنزيمة التهديفي مع الريال كان مميزا على مدار سنوات شراكته مع رونالدو لكن وجود النجم البرتغالي حرم بنزيمة من الحصول على حقه الطبيعي في الأضواء والشهرة.
وجاء الموسم الحالي ليبرهن بنزيمة أنه مهاجم من طراز رفيع وأن خبرته هي طوق النجاة لخط هجوم الريال في هذه الفترة التي تشهد منافسة صعب للغاية على الساحة الأوروبية.
وقدم بنزيمة -34 عاما- بالفعل موسما استثنائيا مع الريال وسجل مع الفريق أكبر عدد من الأهداف يحرزه بقميص الريال منذ أن انتقل لصفوف الفريق في 2009 .
ومن بين هذا الرصيد المميز للاعب مع الفريق هذا الموسم ، أحرز بنزيمة 15 هدفا في 11 مباراة خاضها بدوري أبطال أوروبا ليكون أكثر من نصف عدد الأهداف التي سجلها الريال (28 هدفا) في البطولة هذا الموسم.
وكان هذا الرصيد كفيلا بوضع بنزيمة في صدارة قائمة هدافي البطولة هذا الموسم قبل خوض المباراة النهائية التي قد تشهد مزيدا من أهداف اللاعب المميزة والحاسمة.
ورفع بنزيمة رصيده من الأهداف مع الفريق في 122 مباراة خاضها بدوري الأبطال على مدار مسيرته مع الريال إلى 74 هدفا في 122 مباراة كما رفع رصيده بشكل عام في البطولة إلى 86 هدفا في 141 مباراة خاضها مع جميع الفرق التي لعب لها.
ولم يكن عدد الأهداف فقط هو الشيء المميز في بصمات بنزيمة مع الريال بدوري الأبطال هذا الموسم ، وإنما كان الأكثر تأثيرا هو أهمية وتوقيت عدد كبير من هذه الأهداف.
وترك بنزيمة بصمة مهمة في سجلات التاريخ سواء للريال أو في دوري الأبطال بعدما أحرز الهدف رقم 1000 للفريق في البطولة خلال مباراته أمام شاختار دونيتسك الأوكراني خلال دور المجموعات.
كما ساعد بنزيمة فريقه على قلب الطاولة في وجه سان جيرمان خلال مواجهتهما بدور الستة عشر حيث فاز سان جيرمان على ملعبه 1 / صفر ذهابا ثم تقدم بهدف نظيف في الشوط الأول من مباراة الإياب على ملعب "سانتياجو برنابيو" معقل الريال في العاصمة الإسبانية مدريد ، ولكن بنزيمة سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) كانت هي العدد المطلوب تماما ليتأهل الريال إلى دور الثمانية دون الدخول في دوامة الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح.
وفي دور الثمانية ، سجل بنزيمة هاتريك آخر في مباراة الذهاب ليفوز الريال على تشيلسي 3 / 1 في عقر داره قبل أن يحرز بنزيمة الهدف الثاني للريال في مباراة الإياب التي خسرها الفريق 2 / 3 في مدريد ليكون هذا الهدف أيضا هو سبيل الريال للتأهل إلى المربع الذهبي.
وفي المربع الذهبي ، لم يختلف الأمر كثيرا حيث أحرز بنزيمة ثنائية في مباراة الذهاب التي خسرها الريال 3 / 4 على ملعب مانشستر سيتي ، وكان الهدف الثاني من ضربة جزاء رائعة على طريقة "بانينكا".
وفي مباراة الإياب ، لم يخذل بنزيمة فريقه أيضا بعدما سجل الهدف الثالث للفريق من ضربة جزاء ليفوز الريال 3 / 1 في الوقت الإضافي ويكون هو هدف التأهل أيضا للنهائي ليلعب النجم الفرنسي الدور الأكبر في تأهل الفريق إلى المباراة النهائية للمرة السابعة عشرة في تاريخ الريال.
والآن ، يحتاج بنزيمة إلى مواصلة سجله التهديفي الرائع عندما يلتقي الريال فريق ليفربول في النهائي ، وقد يأتي هدف التتويج باللقب الرابع عشر بتوقيع بنزيمة ليصبح خير ختام لهذا الموسم الاستثنائي للاعب الذي قد يضعه بدون منازع المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية.
تجدر الإشارة إلى أن بنزيمة اجتاز بهذه الأهداف ال15 رصيد الأرجنتيني ليونيل ميسي (14 هدفا) في موسم 2011 / 2012 مع برشلونة الإسباني وعادل رصيد البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل 15 هدفا لبايرن ميونخ الألماني في البطولة بموسم 2019 / 2020 .
ويحتاج بنزيمة تسجيل هدفين في النهائي من أجل معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يحرزها أي لاعب في موسم واحد بالبطولة وهو المسجل باسم رونالدو (17 هدفا) مع الريال في موسم 2013 / 2014 .