يخوض جاريث بيل مباراة ملحمية بالنسبة لبلاده يوم الأربعاء حينما تصطدم ويلز بالبرتغال في نصف نهائي كأس أمم أوروبا. وبخلاف أهمية المباراة بالنسبة لمنتخب ال"تنانين" فإن بيل يسعى لتحقيق انجاز شخصي استعصى عليه أكثر من مرة وهو الفوز على زميله في ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو. ولم يتمكن بيل أبدا من الفوز على رونالدو أبدا في البريميير ليج، حينما كان الأول يلعب في توتنهام والثاني في مانشستر يونايتد، وأيضا في دوري الأبطال. وتواجه اللاعبان معا خمس مرات حيث تعرض بيل للهزيمة أمام كريستيانو في هذه المواجهات وكان أكثر ما تمكن من تحقيقه هو الوصول لركلات الترجيح في كأس الرابطة. وكانت أول مرة التقى فيها اللاعبان في 24 يناير 2009 بكأس الاتحاد الإنجليزي حيث فاز مانشستر بهدفين لواحد وكانت أول هزيمة لبيل أمام كريستيانو. وعاد البرتغالي بعدها ليفوز على بيل مجددا في مباراة كأس الرابطة السابق ذكرها، لينتهي عام سيء بالنسبة للويلزي، خاصة وأن كريستيانو سجل هدفين في الفوز على توتنهام بخمسة أهداف لاثنين في البريميير ليج. رحل بعدها كريستيانو نحو ريال مدريد فيما ظل بيل مع توتنهام وعاد القدر ليجمع بينهما مجددا في ربع نهائي دوري الأبطال عام 2011 وقام كريستيانو بهوايته المفضلة. في مباراة الذهاب بملعب سانتياجو برنابيو فاز الريال برباعية نظيفة وسجل كريستيانو ثنائية فيما ظل بيل مختفيا طوال المعركة، بينما في العودة على ملعب وايت هارت لين تمكن الملكي مجددا من تحقيق الفوز بهدف نظيف سجله كريستيانو. وتصب المقارنة في صالح كريستيانو بصورة رهيبة: خمسة انتصارات مقابل ولا هزيمة على صعيد الفرق وخمسة أهداف مقابل لا شيء أيضا على الصعيد الفردي. كانت المواجهة الأخيرة بين الثنائي منذ خمس سنوات ولكن الأمور الآن تغيرت كثيرا، أو على الأقل هذا ما تبدو عليه الأمور. ويبلغ عمر كريستيانو الآن 31 عاما ويفترض أنه تخطى أفضل سن بالنسبة لأي لاعب كرة (25 إلى 28) وهي الحقبة العمرية التي يتواجد بها بيل صاحب ال26 عاما. لا يزال كريستيانو في ريال مدريد يتمتع بصفة ربان السفينة الملكية ولكن رويدا رويدا يبدو أن بيل سينتزع هذه الدفة منه. وكان موسم "القاطرة الويلزية" الأخير سببا في نيل بيل المزيد من الاحترام حيث أن مستواه الجيد على مدار الموسم كان جيدا، فيما أن مستواه بكأس أمم أوروبا حاليا أكثر من رائع. ففي الوقت الذي تسير فيه البرتغال وهي تحاول تبرير وصولها لنصف النهائي عبر لعب غير ممتع بشتى الطرق، فإن ويلز تبدو في قمة النشوة بانجاز الوصول لنصف النهائي في أول مشاركة لها وعبر أداء غير سيء على الاطلاق. يظهر بيل في البطولة سعيدا ومبتسما في أغلب الأوقات، بينما لم تمر مباراة على كريستيانو إلا وارتسمت على وجهه ملامح الضيق والاستياء، هذا بخلاف ما حدث خارج الملعب حينما ألقى بميكروفون إحدى القنوات الفضائية في بحيرة. لا يمتلك بيل شيئا ليخسره. قام بعمله وكان مثاليا. لا يمكن لأحد الشكوى منه. إذا ما تمكن الويلزي من قياد فريقه نحو النهائي سيكون هذا أول انتصار له على كريستيانو ولكنه ربما يوازي عشرة انتصارات لأن هذا في النهاية هو نهائي اليورو.