"الزهايمر" يفسد احتفالات الكرة الألمانية بعيد ميلاد الاسطورة جيرد مولر

يكمل أسطورة كرة القدم الألماني جيرد مولر عامه السبعين، ولكن يتواكب عيد ميلاده مع مشاعر الحزن، بعد الكشف عن إصابة النجم السابق لنادي بايرن ميونيخ بمرض الزهايمر، حيث يتلقى العلاج منذ فبراير الماضي.
ويحتفل بايرن ميونيخ وبعض المعنيين بكرة القدم بحالة من الاعتزاز بعيد ميلاد المهاجم السابق مولر، والذي قاد النادي البافاري للفوز بثلاثة ألقاب أوروبية وفوز ألمانيا الغربية بلقب كأس العالم .1974
وأعلن نادي بايرن ميونيخ أنه لن تقام أي احتفالات رسمية في عيد ميلاد مولر ال70 الثلاثاء.
وقال فرانز بيكنباور الملقب باسم "القيصر" والذي كان زميلا لمولر خلال مسيرته كلاعب ، في تصريحات لقناة "إن 24" التليفزيونية "بدون أهداف جيرد مولر ، ما كان بايرن ميونيخ ليصل إلى هذه المكانة."
وجاء نبا إصابة مولر بمرض الزهايمر ليخلق حالة من الحزن الشديد في أوساط كرة القدم الألمانية سواء السابقة أو الحالية، بمجرد إعلان بايرن ميونيخ عن النبأ المفجع.
كذلك قال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إنه شعر بالحزن لدى سماعه بمرض مولر.
وصرح لوف "جيرد مولر أروع مهاجم شهدته ألمانيا. فلديه سجل تهديفي مدهش يتحدث عن نفسه. إنه مهاجم من طراز لن يتكرر في كرة القدم الآن."
وأضاف "هذه الأنباء كان لها تأثيرا كبيرا علي ، ولكن الآن يجب مراعاة خصوصيته ومن الأفضل التقليل من التعليقات قدر الإمكان."
ووصف البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ، الذي سجل في سبتمبر الماضي عدد من الأرقام القياسية في البوندسليجا عبر إحراز خمسة أهداف خلال 9 دقائق في شباك فولفسبورج، مولر بأنه "أسطورة مذهلة".
وقال ليفاندوفسكي "عندما تنظر إلى الأرقام القياسية، فإن اسمه يظهر في أغلب الأحيان، هذا يوضح إلى أي حد كان رائعا خلال مسيرته".
وحافظ جيرد مولر على صدارة قائمة أبرز الهدافين في تاريخ ألمانيا حتى نجح ميروسلاف كلوزه في تحطيم رقمه خلال كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وسجل مولر الذي كان يلقب في الملاعب الألمانية باسم "المفجر" 68 هدفا خلال 62 مباراة لمنتخب ألمانيا الغربية ، من بينها هدف الفوز في نهائي كأس العالم 1974 بألمانيا في شباك المنتخب الهولندي ، حيث فاز أصحاب الأرض 2 / 1 حينذاك على ملعب الاستاد الأولمبي بميونيخ.
وتصدر مولر قائمة هدافي كأس العالم 1970 برصيد عشرة أهداف ، وتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا للعام نفسه.
وقال مولر ذات يوم "لقد سجلت أهداف أفضل من هذه، ولكن هدفي في نهائي كأس العالم كان الأكثر أهمية".
وأحرز مولر 40 هدفا في البوندسليجا في موسم 1972/1971، وحتى الآن عجز أي لاعب عن تحطيم هذا الرقم، كما أنه يعد الهداف التاريخي للبوندسليجا برصيد 365 هدفا خلال 427 مباراة.
وقال لفياندوفسكي الذي سجل 13 هدفا خلال عشر مباريات هذا الموسم "إنه مشوار طويل".
وأشار "إذا سجلت 30 هدفا وتتبقى سبع مباريات على نهاية الموسم ربما سيكون هناك فرصة".
وقال كارل هاينز رومينيجه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ "بدون أهدافه، فإن بايرن ميونيخ وكرة القدم الألمانية لم تكن لتصل إلى ما وصلت اليه اليوم".
وأضاف "ربما لا يأتي هداف آخر مثل جيرد ، فرغم كل ما حققه من نجاح ، كان متواضعا طوال الوقت ، وهو ما أبهرني بشكل خاص.. لقد كان زميلا وصديقا رائعا. جيرد سيظل دائما ضمن عائلة بايرن ميونيخ."
وقضى مولر 15 عاما مع بايرن ميونيخ ثم رحل عنه عام 1979 لينهي مسيرته كلاعب بعدها مع فريق فورت لودرديل سترايكرز الأمريكي ، قبل أن يعود إلى بايرن ميونيخ للتدريب حيث كان مدربا مساعدا للفريق الثاني بالنادي.
ويكن مولر مشاعر الامتنان لاولي هونيس مدير عام بايرن ميونيخ ورئيسه سابقا، لتدخله في علاجه من مرض ادمان الكحوليات عقب اعتزاله بعد نهاية رحلة احترافه في أمريكا.
وقال مولر أن تعافيه من الادمان بعد أربعة أسابيع قضاها في مصحة "انجاز كبيرا"، معربا عن امتنانه لبايرن ميونيخ، "النادي هو كل شيء بالنسبة لي".
وقال رومينيجه "بعد أن أنهى مسيرته كلاعب، استغل خبرته في تدريب اللاعبين الشبان بالنادي، وساعد على اكتشاف نجوم أمثال فيليب لام وباستيان شفاينشتايجر وتوماس مولر الفائزين بكأس العالم، وكلنا ندين له بذلك."
وأضاف "بالتالي نطالب بالاحترام له ولعائلته. فجيرد ، الذي كان يولي أهمية كبيرة لقيم الصداقة واللعب النظيف، يستحق منا أن نحترم مرضه وخصوصيته وعائلته."