عقل المباراة.. بالفيديو : الأهلي والتتش (رادس سابقا)

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
الأهلي رغم نقص الصفوف المريع يفوز علي بطل الدوري التونسي ..ليس هذا هو المهم فكم من مباريات تحسم لصالح فرق لا تستحق الفوز الأجدر أن تكون الإفتتاحية الأهلي رغم نقص الصفوف المريع يتفوق علي أرض ملعب التتش ( رادس سابقا) .
لن أتحدث عن غياب الكثير من اللاعبين خارج أرض الملعب ولكني سأتحدث عن أن هناك لاعبين يلعبون بنصف حالاتهم الطبية والأخر بنصف حالاتهم البدنية والفنية ومع ذلك يستطيع الباقون تعويض ذلك النقص ببذل جهد مضاعف وحتي اللحظة ونحن علي مشارف نهاية الموسم لم يلعب الأهلي قط بفريقه كاملا وأعني فريقا من الأساسين والإحتياطين بدرجة تسمح للمدير الفني بتنفيذ مايراه ممكنا للتغلب علي المنافس.
هناك شابان في مصر يستطيعان كتابة مستقبل لهما لو إلتزما فقط بحياة الإحتراف وسمحت الإدارات لهما بذلك فقط لإنهما تحملا ضغوطا مبكرة ومع ذلك يقدمان مردودا أقرب للناضجين لدرجة تجعلنا نقسو عليهما أحيانا رغم أنهما لازالا في طور البداية .. مصطفي فتحي 21 عاما ورمضان صبحي سيكمل 18 عام بعد أيام ( يمكنك ان تضع علامات التعجب بالنسبة لصبحي إلي ما لا نهاية ).
صبحي كان مؤثرا في فوز الأهلي بالدوري ثم دوره في الكونفيدرالية ثم مستواه في مباريات الدوري هذا الموسم وأخيرا بالأمس مستوي ممتاز ومسيرة رائعة بالنسبة للاعب لم يكمل الثامنة عشر من عمره ومع ذلك يلام في بعض الأوقات رغم أنه منذ أقل من عام كان لا يزال يلعب في بطولة الشباب في الإمارات ! .
سيناريو اللقاء:
بدأ فتحي مبروك المباراة بشكل معتاد 4-2-3-1 بتواجد إكرامي أمامه الرباعي الدفاعي باسم علي وسعد سمير ونجيب وصبري رحيل ثم ثنائي الإرتكاز عاشور وغالي وتقدم الثلاثي الهجومي وليد سليمان وعبدالله السعيد ورمضان صبحي خلف رأس الحربة إيبي.
في المقابل وفي محاولة للتغلب علي غياب صابر بن خليفة لعب الأفريقي معتمدا علي 4-3-1-2 بتواجد فاروق بن مصطفي أمامه الرباعي ياسين الميكاري وبلال العيفا وهشام بلقروي وحمزة العقربي أمامهم حسين الناطر كإرتكاز يعاونه نادر الغندري وتيجاني بلعيد الذي إلتزم أكثر في خط الوسط نظرا لتوجد مراد الهزلي وزهير الداودي كهاجمين متحركين علي الأطراف وتوسطهما عماد المنياوي والذي لم يكن رأس حربة بالمعني الصريح.
البدايات الكارثية تضعك في ضغط هائل ..أحيانا تستطيع أن تقوم بتوظيفه لصالحك وأحيانا أخري يصبح العبء مضاعفا فلا تستطيع أن تمرر الكرة ..الأهلي كان علي عكس المتوقع بعد الهدف الغريب الذي سكن شباكه من خطأ لسعد سمير وجد نفسه في المباراة بصورة ممتازة ..لماذا ؟ خلق المساحة من الإختناق.
لاعبو وسط الأهلي وأعني الخماسي إضافة إلي صبري رحيل وباسم علي إستطاعا تنفيذ لعبة كانت هي الأفضل للفريق علي مدار المباراة وتكررت أكثر من مرة ..فقط كانا يحتاجا في لحظة أن تدخل الكرة الشباك وهذا كان متوقفا علي عماد متعب.
لازلت مصرا علي أن متعب ممتاز عندما يشترك في الشوط الثاني وإن زادت فترات لعبه ..دور إيبي وعبدالظاهر هو ( إستنفاذ طاقة الخصم ) ثم يأتي متعب في وقت يجيد فيه إقتناص إنخفاض ذهنية وبدنية لاعبي المنافس:
تمرير الكرة في مساحة ضيقة مع تحرك أحد لاعبي الوسط الهجومي إلي أحد أحد إمتدادات الخط الرأسي لخط ال 18 ومن ثم خروج الظهير العكسي ..لعبة بسيطة تكررت مع تغييرات قليلة طبقا للهجمة لكن الأساس هو تجميع اللعب في منطقة ثم الذهاب إلي ( الربع الخالي ) ..شاهد الفيديو التالي :
حسام غالي قدم أداء نموذجيا أمس وكان لتحركه من منطقة الوسط إلي لاعب الجناح في كرة الهدف وتمريره حريرية سببا في جعل الهدف نموذجيا وكم من هجمات تهدر من لاعبين بسبب عدم دقة وقوة التمريره الحاسمة.
عبدالله السعيد ..هل تظن ان جاميكا موجودا في الأهلي ؟ إرتفاع مستوي عبدالله في الأونة الأخيرة وتحديدا منذ تولي فتحي مبروك غير مثير للدهشة والسبب كما ذكرنا من قبل أن مبروك قام بإزاحة زملاؤه ورقابائهم بعيدا بدرجة تسمع لعبدالله بتقديم إنتاج يفيد الفريق.
توتر قلبي دفاع الأهلي إنتقل لشريف إكرامي في أكثر من مرة حتي ظهرت التمريرة القصيرة والتي حاول بها شريف تفادي إنفراد فكاد الأمر أن يتحول لكارثة هدف ثان ولكن شاء القدر أن يصاب إكرامي فيدخل أحمد عادل عبدالمنعم.
قبل عدة سنوات كان عادل يعاني من غياب ثقة الان يعاني من ثقة مفرطة تجعله يتورط دائما في الذهاب للمنافس بعد الإشتراك في الإشارة للاعبين قبل تنفيذ ركلة المرمي في الركض نحو أكياس الماء الموجودة بجواره ..كل ذلك جيد لحارس المرمي شرط ألا يكون مبالغا فيه.
جيفريت روترز يفسر دائما تصرفات الإنسان ومدي مسئوليتها عن الأخطاء وحتي لا يقع عادل في تلك الأخطاء عليه ألا يضيع جزء من تركيزه في تلك التصرفات ..ويحسب له خروجه في الكرات العرضية أكثر من مرة كما يحسب عليه عدم خروجه في كرة الهدف الثاني ولكنه كان مفاجأة رائعة خاصة في تصديه لركلة الجزاء رغم إرتمائه في زاوية إلا أن ردة فعله كانت عالية في إستخدام يده لتوقيف الكرة .
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك