في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. لا يوجد خط وسط .. كيف يمكن أن تدير مباراة كرة قدم دون ان تمتلك إرتكازي الوسط وبدلائهما حتي انك تستعين بلاعب أبعد ما يكون عن مركز لاعب الوسط المدافع ..السؤال المهم من يشغل لاعب الوسط المدافع في فريق الأهلي للشباب والذي كان يقوم بتدريبه فتحي مبروك قبل عدة أسابيع. إن لم يكن هذا اللاعب جديرا بالوقوف 45 دقيقة كلاعب في الفريق الأول فلماذا إستمر حتي وصل لفريق الشباب ؟ تلك نقطة كان يجب الحديث عنها قبل الدخول في إدارة فتحي مبروك لمباراة الأمس والتي فاز فيها الأهلي بهدفين نظيفين. سيناريو المباراة لعب الأهلي 4-2-3-1 بتواجد شريف إكرامي أمامه الرباعي باسم علي وسعد سمير ومحمد نجيب وصبري رحيل في الدفاع أمامهم هندريك ومحمد هاني !. ثم الثلاثي بامبو وعبدالله السعيد ورمضان صبحي خلف رأس الحربة إيبي. لعب الداخلية بحارس مرمي وتسعة لاعبين لا يضغطون في وسط الملعب وأحمد تمساح في دور هجومي ..ربما هذا هو الوصف الأمثل لطريقة لعب الفريق. هناك بعض الجزئيات التي يستحق عليها مبروك الإشادة في هذه المباراة وأولها كان تبديل أماكن رمضان صبحي وكريم بامبو أثناء الشوط الأول وبعض فترات الشوط الثاني عندما كان الأخير بعيدا مستواه ولكن دون جدوي. اللعب برأس حربة واحد في البداية كان أفضل للبدلاء ففي كل مرة يشترك فيها متعب في الشوط الثاني كان يقدم أداء أفضل وإنتاجية تفيد الفريق وهو ما تحدثنا عنه أكثر من مرة في أن متعب يكون مفيدا جدا للفريق بعد إنهاك قوي الدفاع من خلال رأس حربة قوي بدنيا مثل ( إيبي ). خروج محمد هاني في بداية الشوط الثاني ودخول جدو.. تحسن كثيرا شكل الفريق في منطقة الملعب ورغم خطورة أن يلعب هندريك متأخرا في الوسط إلا أنه قام بتسهيل الأمور كثيرا علي نفسه بنقل الكرة دائما لطرف الملعب يمينا أو يسارا وهو ما جعله خارج صراع أن ترتد الكرة من عمق الملعب فيجد نفسه يقوم بما لا يستطيع أن يفعله وهو الدفاع المتأخر. عبدالله السعيد أفضل لاعبي الأهلي في الفترة الأخيرة بذل مجهودا هائلا خاصة مع رجوعه كإرتكاز وسط ..ذهنيا لم يرتبط بهذا المركز عندما كان يمتلك الكرة فكان تصرفه دائما الإنطلاق عند الاستحواذ علي الكرة فتحول شكل الفريق في أوقات إلي 4-1-1-2-1-1 عندما وجد مبروك أنه لا فائدة من كريم بامبو قام بإخراجه ودخل متعب في الوقت الذي يجيد فيه ..ونكرر ليس معني أنه أحرز هدفا أن يصبح أساسيا لإن تركيز الدفاع للمنافس وقدرته البدنية تكون أعلي في بداية المباراة .. من في العالم لا يحب أن يحتفظ برأس حربة هداف في اللحظات القاتلة كورقة رابحة ؟ الفارق بين إيبي وصلاح الدين سعيد أن الأول يمكن الإعتماد عليه في خلق مضايقات للدفاع في الإلتحامات الهوائية دون أخطاء في الوقوف علي الكرة وتمريرها أما الثاني فيحتاج كرات كي يقتنصها داخل منطقة الجزاء صلاح شبيه بمتعب مع الفارق لصالح عماد ( كورقة رابحة ). شريف إكرامي .. عندما يضيف حارس المرمي شيئا جديدا لقدراته وتكون تلك الإضافة سببا في معالجة جزء من أزمة الدفاع يجب وقتها الإشادة به وأعني الخروج كليبرو ..إكرامي أراح الاهلي ودفاعه من هجمتين كانا من الممكن أن يخلقا الكثير من المشاكل في نتيجة المباراة صحيح أن كرة تمساح كان بها سوء حظ للداخلية ولكن تدخل الحارس جعل الهجمة تتغير من إنفراد إلي متابعة لكرة ضالة. مرتضي منصور في أخر تحليل عن الزمالك قلت أن الدوري عاد للزمالك وحددت نقاطا كثيرة أبرزها كيفية تعامل رئيس الزمالك مع التعادلات أو الهزيمة وفي رأيي هو مستمر بنفس الكفاءة وجعل حديث الإعلام منصبا حول إيقاف المكافأت حتي نهاية الموسم بدلا من الحديث عن تعادل الزمالك وهل سيؤثر أم لا . الحديث بتلك الطريقة جعل الإعلام يقول أن الزمالك مازال متصدر وأنه لا توجد حاجة لمثل هذه العقوبات وأن أي فريق يفقد نقاطا في الدوري خاصة لو أن ظروف الملعب غير معتادة ..منصور نجح بشكل ساحق في أن يجعل الإعلام يتعامل مع الأمر بشكل طبيعي وهو أمر يحتاجه لاعبون يرتدون لأول مرة الفانلة البيضاء هذا الموسم مما قلل الضغوط إلي النقطة ( صفر ). الأمر الثاني في أن يجعل دائما لاعبي فريقه مطالبون بتحقيق الفوز حتي ولو في ظروف صعبة وهو أمر كان يفتقده الزمالك في مواسم كثيرة سابقة وذلك أمرا ليس سهلا في أن تجعل الفوز رقم واحد في عقلية الفن والهندسة . أخيرا .. كان من الممكن أن أقول أن مباراتي الزمالك القادمتين أمام دجلة والإسماعيلي قد يغيران من شكل المنافسة علي الدوري لولا فهمي جيدا لشخصية رئيس الزمالك والذي سيقوم بدوره في تحويل الأنظار عن الفريق حتي لو تعثر في مباراتين أو ثلاثة .. ( من قال أن المحاماة هي مهنة الشيطان ) للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا