جاء خبر تراجع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم 15 مركزاً في التصنيف العالمي الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لشهر مايو المنصرم، ليحل في المركز 90 بعد أن ظل طوال الأشهر الثلاثة الماضية في المركز 75 مخيباً لكل الآمال، ومخالفاً لتصريحات بعض مسؤولي اتحاد الكرة قبل انطلاقة المعسكر، بوصفه فرصة مناسبة لرفع مركز المنتخب السعودي في التصنيف الدولي قبل أن تأتي النتائج عكسية بعد ذلك. اتحاد الكرة الآن وحده من يتحمل مسؤولية ماحدث بعد مباركة إقامة هذا المعسكر، الذي أثبت فشله في كل شيء، وقد يفرز تأثيراً سلبياً على تجهيز المنتخب لبطولتي الخليج وآسيا المقبلتين. أما الجهاز الفني بقيادة الأسباني لوبيز كارو فلم يتمكن من ترك أي بصمة أو عمل مميز من خلال هذا المعسكر، وكأن طموحه قد توقف عند الوصول ب"الأخضر" لنهائيات آسيا المقبلة، وهو الأمر الذي لا تقبله الجماهير السعودية وتعد هذا الوصول أمراً منطقياً قياساً على وصول ثمانية منتخبات عربية أخرى، وعطفاً على تاريخ المنتخب السعودي في البطولات الآسيوية بعد حمله اللقب ثلاث مرات. الخسارة أمام منتخب مثل مولدوفا برباعية نظيفة، أو أمام جورجيا بهدفين دون مقابل لم تكن وحدها من أزعج المتابعين، بل بطريقة وتوقيت المعسكر وكذلك الاختيارات العناصرية التي تجاوزت كثيرا من اللاعبين البارزين في الموسم الفائت، كما لم تتضح أي هوية فنية لمنتخبنا في معسكر أسبانيا أو استقرار على تشكيلة واحدة، فظهر "الأخضر" وكأنه يؤدي مباريات تحصيل حاصل أو تأدية واجب، دونما الاهتمام بسمعة وتاريخ المنتخب، فحتى المباريات الودية باتت لها أهميتها لدى الاتحاد الدولي من خلال التصنيف الشهري، كما أنها تحفز اللاعبين بالجدية وتصحيح الأخطاء على معايشة أجواء المباريات الرسمية قبل خوضها. الجماهير السعودية لا تتنظر مبررات مقبلة عن تراجع منتخبنا في التصنيف الدولي، ولا عن أسباب إخفاق المعسكر وانعكاسه السلبي على المنتخب، إذ إن المرحلة المقبلة لاتحتمل ذلك، بل تتطلب دراسة وافية وتنظيماً شاملاً وقرارات مقنعة للتجهيز للاستحقاقات المقبلة، حتى لو كان على رأسها إعادة النظر في منح الفرصة من عدمها للجهاز الفني الحالي الذي يقود المنتخب وتقييم عمله السابق من كافة الجوانب. إذ إن الكرة السعودية الآن تمتلك الكثير من الخيارات العناصرية المميزة في كافة المراكز، التي تنتظر جهازاً فنياً مقتدراً للإشراف عليها ووضع خطط وبرامج واضحة، نستشرف من خلالها عودة الألق والنجومية لمنتخبنا في المستقبل القريب، خصوصا على الصعيد الآسيوي وانطلاقا من الاستفادة من الدروس السابقة وقرع جرس الاهتمام في وقت باكر.