الأفضل يكسب والأقدر على تطوير الظروف لصالحه يصل إلى هدفه، هكذا فعل النصر الذي أمن نفسه بالكثير من الصفقات المحلية، وتمكن تعزيز قوته بأكثر من عنصر كان لهم الدور الكبير في اعادته للمنصات. لم تستسلم ادارته للاحباطات والانكسارات التي عاشها الفريق حتى غاب فترة طويلة عن المنصات شهدت تغيير جلده وتعاقب اكثر من مدرب وادارة ولاعبين محليين واجانب، ولكنها تسلحت بالاصرار والعزيمة والعمل على تمهيد الطريق ل "فارس نجد" حتى يقف بين الابطال ويعيد الفرح والثقة الى جماهيره التي طال انتظارها وعاشت اعواماً كانت ترى فيها اوضاع فريقها لا تسر، قبل ان يظهر "النصر الجديد" ويعود بصورة مختلفة واداء كسب من خلاله الكثير من الفرق التي صارعته على صدارة الدوري وكأس ولي العهد. وكان للاستقرار على الجهاز التدريبي واستقطاب يحيى الشهري وعبدالرحيم الجيزاوي وحسن الراهب الذين صنعوا فارقا كبيرا في اداء الفريق وقيادته في طريق الانتصارات منذ أول مباراة في دوري (عبداللطيف جميل) الى مباراة الشباب التي منحته نتيجتها المركز الأول بغض النظر عن نتيجة مباراته المقبل في بريدة امام التعاون. هناك من تحدث عن الاخطاء التحكيمية التي اخذت حيزاً كبيراً وضعف الفرق الاخرى والظروف المحيطة باجواء المنافسة، كل هذا لا يهم ولا يودي ولا يجيب انما المهم حسم المباريات واغتنام النقاط والاستمرار في المقدمة، وهذا ما فعله النصر ووضعه نصب عينيه الى أن بلغ هدفه بنجاح كبير. هذه العودة وضم الدوري الى بطولة كأس ولي العهد تميز يحسب لادارته الحالية التي واجهت الكثير من الظروف حتى تعرضت للانتقادات من النصراويين انفسهم اعلاماً وجماهير وشرفيين، وهناك من طالب برحيلها، وأكد ان وجودها لا يضيف أي جديد في مسيرة الرهان قبل ان تكسب الرهان، ويشيد بها اليوم من انتقدها بالأمس، ولم تكتف فقط بتعديل بوصلة الفريق الى الانتصارات والانجازات انما ابقت الكثير من العناصر من خلال التجديد معهم بمبالغ كبيرة، وهذا يعكس حرصها على تجسيد تصريحاتها على ارض الواقع عندما اكدت على بقاء اي لاعب تريده ويريد الاستمرار مع النصر. خلال الاعوام الماضية التي سبقت مجيء ادارة النصر الحالية كانت الوعود اكثر من العمل حتى اصاب الجماهير اليأس وظنت ان "فارس نجد" لن يتعافى بسهولة، الأمر الذي جعلها تظن ان الوعود ما هي الا استمرار لوعود الادارات السابقة قبل ان تظهر لها الحقيقة ويعانق الفريق منصات الذهب والمشاركات القارية الخارجية. هذا العمل وتلك التجهيزات الكبيرة من ادارة النصر منحتها لقب الادارة الافضل التي مرت على النادي اذا ما وضعنا بالاعتبار انتشال الفريق من كبوته وصرف ملايين الريالات على الاستقطابات والمدربين حتى اشتد عوده واصبح بطلاً وفريقاً لايمكن هزيكته بسهولة، واللافت في الأمر ان جماهير النصر انصفت ادارة الامير فيصل بن تركي بتثمين دعمه وعمله والوقوف خلفه حتى شكل حضورها دعماً معنوياً كبيراً للاعبين والادارة والمدرب، وتلك سمة بارزة امتاز بها النصر عن غيره طوال الموسم. والاجمل ان الاداراة اعلنت ترشيح نفسها لاربعة اعوام مقبلة بعدما عززت من الثقة لدى المدرج الاصفر بنجاحاتها الكبيرة، وصرف الرئيس بمفرده على الكثير من الالتزامات المالية التي تجاوزت 120 مليون ريال حسب تصريحاته. قديما قالوا (اللي ما يكل بيده ما يشبع) وهذا العام استطاع النصر ان يهيمن على بطولة الدوري ومعها الكأس.