قدمت إدارة النصر عملاً مميزاً في السنوات الأخيرة، وأنهت تعاقداتها قبل انطلاق الموسم الجديد بضم اثنين من أبرز اللاعبين السعوديين (يحيى الشهري وعبدالرحيم جيزاوي)، فضلا عن اللاعبين الأجانب الذين أبدوا إمكانات طيبة تبشر بحضور فاعل مع توالي المباريات وتحقق الانسجام المطلوب، ويسبق كل ذلك وجود الجهازين الفني والإداري المستقرين منذ العام الماضي، مبالغ كبيرة وراء الصفقات المحلية والأجنبية، وما الأسماء الموجودة في دكة البدلاء بقيادة البرازيلي باستوس والنجم محمد نور والمهاجم الهداف محمد السهلاوي إلا دليل على أن المجموعة النصراوية اليوم هي الأفضل منذ سنوات، هذا الفريق الجديد كليا والحاضر بقوة باتت جماهيره تعول عليه كثيرا، وجعل النقاد الرياضيين يضعونه ضمن الفرق المرشحة للفوز بالدوري صنعته إدارة مخلصة تعمل بكل تفان لإعادة "العالمي" لأمجاده التاريخية، غير أن نجاح عملها بحمل الألقاب لن يتحقق بهذه التعاقدات فقط، فالنجوم الذين جاءت بهم الملايين تم سداد جزء من مستحقاتهم، وبعد أسابيع قليلة سيتوجب على مسيري النادي التزام الوعود المالية مع الأجانب والمحليين، وتوفير رواتبهم الشهرية من دون تأخير، وإذا كان رئيس النصر قد كسب جولات حول التشكيك في عدم قدرته على تسجيل ناديه لاعبين جددا فإن التحدي الأهم يبقى بضمان استمرار الضخ المالي، وعدم تأخير مستحقاتهم ومرتباتهم لتحقيق الاستقرار النفسي للاعب حتى يتفرغ للميدان، ويؤدي مهمته بارتياح، ويمكن محاسبته عند أي تقصير. إن المتتبع لماضي النصر وواقعه لا يساوره شك في مدى التطور الذي يعيشه الفريق، حتى البدايات المتواضعة في الدوري في السنوات الماضية لم تحضر اليوم، فمن ثلاث جولات فاز في اثنتين وتعادل مع الأهلي خارج أرضه مع أفضلية ميدانية. في مواسم سابقة تتعدد مسببات الإخفاق، وتجد الإدارة نفسها أمام عدة ملفات تحتاج إلى علاج، بين مدرب غير موفق، أو لاعبين أجانب لم يتم اختيارهم بعناية، أو وجود أكثر من لاعب محلي لا يقوم بدوره ويصعب تعويضه، أما المرحلة الحالية فأعتقد جازما أن الأوضاع جيدة ولم يتبق سوى إغلاق النصراويين ملف المستحقات والمرتبات الشهرية. باختصار يبدو أن أكبر مكاسب تنقلات الصيف هو عودة المهاجم المتمكن نايف هزازي إلى مستوياته المعروفة، فما عاشه الاتحاد من أزمات إدارية ومشاكل مادية ساهمت في هبوط مستوى كثير من لاعبيه، وتشعر المباريات التي لعبها نايف بأنه عائد بقوة لقيادة الهجوم السعودي. - لا يعقل استبعاد الاتحاد من الترشح للفوز بلقب الدوري لمجرد خسارته من العروبة، ثم تتغير التوقعات رأسا على عقب بعد الفوز على الفتح، مشوار الدوري طويل جدا، وما حدث للاتحاد من تذبذب في الأداء والنتائج تعرض وستتعرض له معظم الفرق. - نجاح الهلال في قلب تأخره إلى فوز كبير على الفيصلي واستمرار نغمة الانتصارات يؤكد أن "الأزرق" سيظهر بصورة أفضل من الموسم الماضي رغم ما يعترض الفريق من مشكلات دفاعية.