لذلك يعتبرون بطولة كأس الأمم الأوربية أقوي بطولة في العالم وربما أقوي من منافسات كأس العالم ذاتها التي لا تبدأ فيها التنافسية إلا من دور الستة عشر ولكن البطولة الأوربية حتي الأن تثبت أنه لا مجال للتهاون في أي لحظة من لحظات أي مباراة وإلا ستجد الرد جاهزا بهدف في مرماك . فاز المنتخب الألماني الأكثر تكاملا من حيث تشكيلة الأساسين في البطولة حتي الأن بهدفين على الطاحونة الهولندية التي تنتهي مرحلة دورانها عند الأطراف الهجومية وزادت الأمور تعقيدا بالنسبة لها اذا لا بد أن تفوز على المنتخب البرتغالي بهدفين نظيفين على الأقل مع هزيمة المنتخب الدنماركي بهدفين نظيفين حتي تستطيع عبور الدور الأول سيناريو اللقاء . لم يغير يواكيم لوف من تشكيلته أو طريقته 4-2-3-1بالإعتماد على نوير كحارس للمرمي أمامه الرباعي لام وبواتنج وبادستوبر وهوميلس ثم ثنائي الإرتكاز شفاينستيجر وخضيرة وقام بالمهام الهجومية في وسط الملعب بودولسكي وأوزيل ومولر خلف رأس الحربة الوحيد ماريو جوميز . في المقابل إعتمد بيرت فان مارفيك على نفس الطريقة بوجود ستكلنبرج في المرمي وأعطي المهام الدفاعية لويليام ومايتسن وهايتنجا وفان در فيل ولعب ثنائي الإرتكاز فان بوميل ودي يونج امامهم وتكفل بالهجوم سنايدر وافلاي وروبن خلف رأس الحربة فان بيرسي. المنتخب الألماني يستحق الإشادة بسبب هام جدا .. أن ثلاثة من لاعبيه الأساسين لا يلعبون في نفس المراكز في أنديتهم فالظهير الأيسر لام يلعب في الناحية اليمني في بايرن وبوتنج زميله يلعب في المنتخب كظهير أيمن بالرغم من شغله مركز قلب الدفاع واللاعب الثالث هو مولر الذي يلعب في العمق في الفريق البافاري بينما يحتل الجانب الهجومي الأيمن مع الماكينات الألمانية . سر قوة وتجانس الفريق الألماني الوضح بشدة هو أن سبعة من لاعبي المنتخب يلعبون في البايرن مع بعضهم البعض واثننين من فريق الريال ولاعب من كولن والاخر من دورتموند وهو ما سهل مهمة لوف كثيرا. مشكلة الإرتكاز الهولندية في أن دي يونج وفان بومل لا يلعبان بصفة أساسية في أنديتهما خاصة في أخر الموسم المنقضي وتزداد مشكلتهما صعوبة بعدم قيام روبن أو افيلاي ( العائد أيضا من الإصابة مؤخرا ) بالأدوار الدفاعية لمساندة ويليام وفان در فيل مما أعطي المساحات الكبيرة للأجنحة الألمانية . سباستيان شفاينستيجر .. عندما نتحدث عن لاعب إرتكاز المفترض أنه مهتم أكثر بالجوانب الدفاعية خاصة وهو يواجه منتخب بحجم هولندا وتجده يصنع هدفي فريقه فربما تعتقد أنه نتيجة لمجهود فردي أو ما شابه ولكن طريقة تحضير الألمان للهدفين وأن تجد شفايتسيتجر يصنع الكرة لجوميز براحة تامة ودون أدني مضايقة من لاعبي الوسط البرتقاليين ..كل هذا يجعلك تحترم وبشدة الأداء الخططي ليواكيم لوف. خروج أوزيل ناحية مولر مع زيادة بواتنج في ناحية واحدة مع تحرك صغير في نفس الإتجاه لجوميز يعني هذا أن هناك نصف فريق من هولندا في ناحية واحدة من الملعب لمراقبة هؤلاء الرباعي ومع دقة التمرير وسرعة التحرك تجد في لحظة شفاينيستيجر بات صانعا لللعب ويكفي وقتها أن تضع الكرة خلف المدافعين الغير مرتكزين بصورة صحيحة لتسجيل الأهداف. شاهد توضيح بالفيديو الدور ذاته لعبه خضيره في بعض الأوقات أثناء الهجوم من الناحية اليسري بزيادة لام مع بودولسكي مع إنتقال أوزيل لتشكيل جبهة أخري وهو ما جعل هجوم الماكينات متنوعا بين الجهتين . كان متوقعا أن يقوم مارفيك بالمخاطرة في الشوط الثاني وأحسن التغيير بدخول هونتلار وفان در فارت بديلين لفان بول وأفيلاي لعدة أسباب .. أولهما أن هونتلار سيتيح الفرصة لفان بيرسي للعب كجناح وهو لاعب جناح يتقدم للعمق وليس جناحا تقليديا يلعب على الخطوط مثل أفيلاي وروبن الذب يجب عليه أن يغير من أسلوب لعبه الذي بات محفوظا للجميع في العالم. السبب الثاني .. مع وجود فان در فارت بجانب سنايدر بات لديك إثنين صانعي ألعاب في الفريق وهو ما يسهل العملية الهجومية للفريق وفي نفس الوقت يجعل خط وسط ألمانيا منتبها أكثر للأدوار الدفاعية بدلا من مهاجمة الهولنديين الذين لعبوا الشوط الثاني بإرتكاز واحد ( دي يونج ). شاهد توضيح بالفيديو في الكرة الوحيدة التي تسلم فيها الهولنديين الكرة من وضع الحركة وبدقة في التمرير إستطاع فان بيرسي التسجيل بهدف رائع في مرمي نوير ولكنهم فشلوا في تكرار الجملة على الرغم من أشباه الفرص التي أتيحت لهم داخل منطقة الجزاء . المشكلة الأكبر التي ستواجه الألمان هي بديل أوزيل .. فاللاعب ذو الأصول التركية لا يستطيع أكمال 90دقيقة وهو ما كان واضحا حتي مع فريقه ريال مدريد وربما كان الإعتماد ماريو جوتزه حلا أفضل من كروس للحفاظ على نفس الهيئة الهجومية للفريق . للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك