في عام 1995 أبهر منتخب عمان للناشئين العالم بمستواه الفني في أول ظهور له في نهائيات كأس العالم في ترينداد وتوباجو وحل وقتها رابعاً، ونال نجمه محمد الكثيري لقب أفضل لاعب، وجاء التأهل إلى الدور الرابع لتصفيات مونديال البرازيل 2014 ليحيي الأمل بإمكانية تحقيق إنجاز آخر يتمثَّل في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى. فمنذ ذلك العام والكرة العُمانية بكل فئاتها بين مدٍّ وجزرٍ تبحث عن مكان لها، رغم التطور الذي شهدته في الأعوام الماضية، وكان لقب "خليجي 19" في مسقط عام 2008 الوحيد للمنتخب الأول، الذي فشل بعدها في بلوغ نهائيات كأس آسيا في قطر. حتى مع الجيل الذهبي، كما يطلق عليه العمانيون، فشل المنتخب في تحقيق أحلام محبيه منذ ظهوره المميز في "خليجي 17" بقطر، الذي شهد نقلة نوعيّة بعد احتراف العديد من لاعبيه في الأندية الخليجية والأوروبية. وحجز منتخب عُمان يوم الأربعاء، بطاقته إلى الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، بعد فوزه على ضيفه التايلاندي 2-0 في مسقط بالجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، التي سقط فيها منتخب السعودية أمام مضيفه الأسترالي 2-4. المنتخب العماني الحالي يضمُّ جيلين، فهو خليط من لاعبي الخبرة والشباب، الذين راهن عليهم الفرنسي بول لوجوين منذ أن تولى مهمة تدريب المنتخب في منتصف العام الماضي خلفاً لمواطنة كلود لوروا. وأجرى لوجوين الكثير من التغييرات في المنتخب العماني، ولم يلتفت للانتقادات التي تعرض لها ونجح في قيادته إلى الدور الرابع من التصفيات للمرة الثانية في تاريخه. يقول لوجوين: "عمدت إلى الخلط بين اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة لكي أصنع منتخباً قوياً، كما إنني زرعت الثقة في نفوس اللاعبين لكي يصبحوا على ما هم عليه الآن". وبرغم البداية المخيِّبة للمنتخب العماني في التصفيات الآسيوية بالتعادل السلبي مع السعودية في مسقط، وتعرضه لخسارتين متتاليتين أمام تايلاند وأستراليا بنتيجة واحدة 0-3، فإنه انتفض في مرحلة الإياب وتعادل سلباً مع السعودية في الرياض، وكسب أستراليا بهدف عماد الحوسني، وفاز أخيراً على تايلاند 2-0 منهياً الدور الثالث برصيد 8 نقاط كانت كفيلة بتأهِّله إلى الدور الحاسم. وقال المدرب في هذا الصدد: "عانينا في الفترة الماضية قبل أن نصل إلى تحقيق نتائج إيجابية وجيدة، لقد تألمنا في البداية وفرحنا في النهاية، ولكن ما يزال ينتظرنا العمل الأكبر والأهم في الفترة المقبلة". التأهل إلى المرحلة الرابعة من تصفيات آسيا لكأس العالم كان بمثابة فرحة كبيرة للجماهير العمانية، ورِدت الفعل جاءت سريعة بعد أن أمر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بتخصيص مليوني ريال عماني (5 ملايين دولار) للمنتخب، كما منح كل لاعب والجهاز الفني مكافأة مالية بلغت عشرة آلاف ريال لكل منهما. لوجوين كان واقعياً في حديثه عن إمكانية تأهُّل منتخب عُمان إلى النهائيات بقوله: "لا أعد الجماهير بشيء، فكرة القدم لا يوجد فيها وعود، ولكن لا بد أن نعمل معاً يدا بيد للوصول إلى المستوى المرموق، ونأمُل أن نصل إلى الشكل المطلوب في الوقت المناسب". أما الحارس علي الحبسي المحترف في ويغان الإنكليزي فقال بدوره: "نعتبر التأهُّل إلى الدور الرابع أفضل إنجاز، ويذكرنا بكأس الخليج خاصة وأن الفرحة كانت كبيرة لرد الاعتبار والفوز. خسارة المنتخب السعودي قد خدمتنا، إلا أننا قدمنا أفضل مستوى، ونأمل أن يتواصل ذلك في المباريات المقبلة".