سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فيدان" رجل تركيا الخفي والصندوق الأسود لأسرار الدولة.. الدولة تعزز سلطاته تمهيدا لرئاسة أردوغان.. لاعب رئيسي في الأحداث بدول الربيع العربي.. رئيس المخابرات صداع في رأس "أمريكا وإسرائيل"
هاكان فيدان - رئيس الاستخبارات التركية - الذي برز اسمه كمهندس الإستراتيجية الأمنية التركية مع الربيع العربي يعد ثالث أهم رجل في تركيا بعد أن تبوأ منصب رئيس جهاز المخابرات في عام 2010، ويعتمد عليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في تنفيذ سياساته الخفية لتسير الدولة على رغبة حاكميها بعيدا عن كليشيهات الديمقراطية وحقوق الشعوب. حافظ الأسرار شغل فيدان منصب مستشار أردوغان قبل أن يتم تعيينه كرئيس للمخابرات التركية في 2010 كما وصفه أردوغان بحافظ أسراره وأسرار الدولة، عمل على إعادة توجيه نشاط المخابرات بما يتلاءم مع مشاريع أردوغان الإقليمية. وبالرغم من اختفاء فيدان عن الأنظار لفترة إلا أنه في الحقيقة يعد لاعبا رئيسيا في كثير من الأحداث التي تدخلت بها تركية في الآونة الأخيرة بما في ذلك دورها في ثورات الربيع العربي وموقفها الداعم للجماعة الإرهابية ووقوفها ضد رغبة الثورة المصرية في 30 يونيو. قلق الإسرائيلي كانت إسرائيل أول من أعلنت عن قلقها بشأن دفاع فيدان عن إيران وسياستها عقب توليه منصب رئيس المخابرات، وأوضحت صحيفة هارتس الإسرائيلية أنه ساعد في تغيير مقصود في العلاقات الإسرائيلية التركية من خلال تدبير حادث أسطول مرمرة، ورأت الصحيفة أن تعيين فيدان رئيسا للمخابرات من شأنه تعزيز سيطرة أردوغان على عناصر مدنية معينة داخل مجتمع الاستخبارات التركي من خلال تحديد السياسات الدفاعية والخارجية للدولة والتحكم في كبار القادة العسكريين الذين يهددون حزب أردوغان الإسلامي. ترأس فيدان الوكالة التركية للتعاون والتنمية، وعمل كوكيل الشئون الخارجية لرئيس الوزراء التركي، كما أنه مثّل تركيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل توليه منصب رئيس المخابرات التركية. مواقف مثيرة للجدل ومن بين مواقف فيدان المثيرة للجدل هو توجهه نحو الأزمة السورية؛ حيث يرى أن التسليح المباشر والنوعي للمعارضة السورية هو الحل الوحيد كما أنه وجه جهوده لذلك بالفعل من خلال السماح للسلاح والمال والدعم اللوجستي الوصول للثوار السوريين من خلال الحدود التركية. وراء التراجع الأمريكي من جانبها كانت صحيفة وول ستريت جورنال أوضحت أن صعود فيدان الملحوظ رافقه تراجع في نفوذ الولاياتالمتحدة في تركيا؛ إذ كانت واشنطن الحليف العملاق لأنقرة خاصة من الناحية العسكرية ما جعل الجيش التركي ثاني أكبر جيش بقوات حلف شمال الأطلسي. لكن بعد أن استطاع أردوغان إخضاع جنرالات الجيش التركي له تراجعت العلاقات بين البلدين، وأصبح فيدان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو هما من ينفذان خطط رئيس الوزراء التركي لتوسيع نطاق ريادة بلادهم بمنطقة الشرق الأوسط وفقا لمسئولين أمريكيين حاليين وسابقين. صلاحيات أكثر يذكر أن الرئيس التركي عبد الله جول صادق اليوم رسميا على التعديلات المطروحة على قانون الاستخبارات المتعلق بطبيعة عمل جهاز المخابرات التركي، والتي من شأنها توسيع صلاحيات الجهاز مثل إجراء جميع أنواع العمليات داخل البلاد وخارجها وعقد لقاءات مع المحكومين في السجون وأماكن احتجازهم، بالإضافة للسماح له بإقامة علاقات وصلات مع أي مؤسسة محلية أو أجنبية وصلات مع أي منظمة أو فصيل، إلى جانب منحه حرية الحصول على أي معلومات أو وثائق تلزمه لإتمام مهامه المنوطة به.