تعبر الحيوانات عن شعورها بالتعاطف بأشكال مختلفة، ويعتبر التثاؤب المعدي، حسب الباحثين، مؤشرا على هذا الإحساس، وقد أثبتت الدراسات أن الشمبانزي يشعر بالتثاؤب عند الإحساس بالعطف تجاه الأشخاص والحيوانات المألوفة. يعتبر التثاؤب المعدي أمرا مألوفا عند البشر، فسرعان ما يبدأ أحد الأشخاص في محيطنا بالتثاؤب، حتى نجد أنفسنا ننضم إليه دون شعور، المسئول عن انتقال هذا الشعور، ما تسمى ب"الخلايا العصبية المرآتية"، التي لديها القدرة على التعرف على الحالة العاطفية للكائن الآخر، ثم تعكس (التعاطف) وتجعلنا نتجاوب معه.. الخلايا العصبية المرآتية توجد في الدماغ وسميت بهذا الاسم لتشابه وظيفتها بعمل المرآة حيث تنقل نفس الصورة. وبالنسبة للإنسان لا يهم إذا كان الشخص الذي يتثاءب غريبا أو قريبا، فنحن نتجاوب مع ذلك بشكل عفوي. لكن ماذا عن قردة الشمبانزي؟ لوحظ في العديد من الدراسات السابقة أن التثاؤب معد بين أفراد قردة الشمبانزي في كثير من الأحيان أيضا، ولكن السؤال المطروح هو هل هذه الحيوانات مرنة في التعاطف وتشعر بالتثاؤب حتى مع الغرباء؟ للإجابة عن هذا السؤال، قام علماء الأحياء ماثيو كامبل وفرانس دي وال من جامعة إيموري في لورينسفيل بالولايات المتحدةالأمريكية، بدراسة لهذه الظاهرة، وقد تم مؤخرا نشر نتائج الدراسة. تشير نتائج الدراسة إلى أن التثاؤب معد ويعتبر مؤشرا مهما على الشعور بالتعاطف.. إلا أن هناك ملاحظة فريدة، ففي الوقت الذي لا تتجاوب قردة الشمبانزي بالتثاؤب مع نظيرتها الغريبة، فإنها لا تميز بين الغريب والمألوف فيما يخص البشر. وقام الباحثون في دراستهم بمشاهدة 19 شريط فيديو والتركيز على سلوك الشمبانزي فيما يخص التثاؤب تجاه الإنسان والقردة وغيرها من الحيوانات. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل