أكد هاني قدري دميان- وزير المالية الجديد- أن هناك عدة قضايا على رأس أولويات الوزارة وهي تنشيط الاقتصاد والمساهمة في ايجاد حلول لمشكلات البطالة وإصلاح دعم الطاقة والأجور،لافتا إلى أنه على رأس التكليفات الصادرة للحكومة الاهتمام بالمواطن المصري وأن يكون محور أي سياسة أو قرار يتخذ. وقال إن تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل على إعادة توزيع الدخول وتنشيط الاقتصاد فلا يعقل أن يتراكم دعم الطاقة بهذه الصورة في الوقت الذي لا تكفي فيه الموارد العامة لتحقيق حياة كريمة للمواطن المصري في المناطق الفقيرة والمناطق المحرومة من الخدمات، مشددا على أن التركيز سيكون للسياسات المالية ذات الصبغة الاجتماعية ولكن دون الإخلال بالتوازنات المالية وإلا صدرنا مشكلاتنا لأولادنا وللأجيال القادمة. جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع الذي عقده وزير المالية مع قيادات وزارة المالية لاستعراض ملفات الوزارة ووضع اولويات العمل في الفترة المقبلة. وأضاف وزير المالية أن وحدة العدالة الاجتماعية بوزارة المالية ستشهد نشاطًا في عملها والبرامج والمشروعات التي تعدها خلال الفترة المقبلة، لترجمة سياسات البعد الاجتماعي من خلال اتخاذ قرارات وخطوات واضحة في ملف العدالة الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي. وأوضح أن التعامل مع الاستحقاقات الدستورية الخاصة بزيادة الإنفاق على التعليم والصحة والبحث العلمي ستكون هي الموجه الرئيسي لترتيب أولويات الموازنة العامة، لافتا إلى أن الزيادات المنتظرة في الإنفاق العام لمخصصات القطاعات الثلاثة (التعليم والصحة والبحث العلمي) ستستفيد منها جميع محافظات الجمهورية. وأكد الوزير اهتمامه بتنشيط عمل الإدارة الوسطى ودعم صلاحياتها في الوزارة والجهات التابعة لها من خلال سياسة لتفويض الصلاحيات، بما يسهم في تعزيز اللا تمركز للسلطة أو اتخاذ القرار لدى القيادات العليا، مع أهمية وجود متابعة حتى تطمئن المؤسسة لسير العمل بكفاءة. وحول إدارة المخزون الحكومي وجه الوزير بأهمية الإسراع بالانتهاء من تحديث منظومة إدارة هذا المخزون ورفع كفاءة استخدامه بالوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة بما يحقق خفض التكاليف وترشيد الاستخدامات. وأضاف أن وزارة المالية في طور إعداد مشروع جديد لتعديل قانون المناقصات والمزايدات الحكومي رقم 89 لسنة 1998 بما يتماشي مع المعايير العالمية ويعطي دفعة قوية للنشاط الاقتصادي. وحول مشروعات المشاركة مع القطاع الخاص كشف الوزير عن وجود 4 مشروعات سيتم عرضها على اللجنة العليا للشراكة مع القطاع الخاص (P.P.P) وهي ميناء سفاجا والمنطقة التكنولوجية بالمعادي والأتوبيس النهري وتحديث وميكنة الشهر العقاري وربط كافة مكاتبه الكترونيًا بالمحافظات، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية لهذه المشروعات نحو 2 مليار جنيه، لافتا إلى وجود مشروع تحت الطرح الآن وهو محطة الصرف الصحي بابو رواش بهدف زيادة سعة المحطة إلى مليون و600 ألف متر مكعب يوميا مع رفع كفاءة المعالجة بحيث تستخدم المياه المعالجة في الزراعة وذلك بتكلفة استثمارية تقديرية تبلغ 4 مليار جنيه وسيتم تقديم العطاءات في هذا المشروع في أغسطس المقبل. وأضاف أنه من الأفكار التي تدرسها وزارة المالية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي لتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية تصميم برنامج للتحويلات النقدية المشروطة وتحسين معاش كبار السن وتحسين مستوي استهداف الاسر الأولي بالرعاية إلى جانب تطوير برامج التغذية المدرسية. وشدد على أهمية اتخاذ جميع الإجراءات لإحكام الرقابة على المال العام، مشيرا إلى أن الوزارة ستسرع من عمليات الربط الإلكتروني لوحدات الجهاز الإداري للدولة في إطار خطط ميكنة الموازنة العامة اعدادا وتنفيذا، بما يسهم في ايجاد رقابة فعالة على عمليات الانفاق العام قبل وبعد الصرف. وحول تعويضات القضايا التي ترفع على جهات الدولة المختلفة وتتحملها الخزانة العامة قال الوزير أن الحق لا يمكن الجدال فيه ولكن الأمر يحتاج لإرساء الية متوازنة وعادلة تضمن حق الدولة والمال العام وحقوق المواطنين أيضا، لأن الوفاء بحقوق المواطنين أمر مهم لإرساء العدالة واستعادة الثقة في الحكومة. وأكد الوزير أن الفترة المقبلة تحتاج لمزيد من العمل وتعريف المجتمع بما نواجهه من مشكلات وما نتخذه من حلول لمواجهتها، مؤكدا أهمية التواصل مع الإعلام والنزول للشارع للاحتكاك بالمواطنين.