أسهبت الصحف الألمانية في تناول زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إسرائيل والتحول السياسي في أوكراني، وفيما ترى أن العلاقات الإسرائيلية الألمانية ليست في أحسن حالاتها، تنبأت بصعوبة طريق الإصلاح في أوكرانيا. طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنتائج ملموسة في مفاوضات إسرائيل مع الفلسطينيين والتي تقترب من المهلة الأخيرة لها التي تنتهي في 30 نيسان/ أبريل.. ودعت المستشارة الألمانية إلى تسوية للصراع في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين، وتعهدت ميركل بأنها ستركز على هذه القضية خلال محادثاتها مع الحكومة الإسرائيلية، زيارة ميركل مع جميع وزراء حكومتها تقريبا إلى إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء تهدف لإجراء مشاورات مشتركة مع مجلس الوزراء الإسرائيلي، وتأتي وسط تصاعد الدعوات في أوربا إلى مقاطعة بعض الصادرات الإسرائيلية بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.. كما تسود مخاوف في إسرائيل من أن الاتحاد الأوربي قد يتخذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل في حال انهيار مفاوضات السلام. وقد استأثرت زيارة ميركل إلى إسرائيل بتعليقات العديد من الصحف الألماني، فصحيفة نويه أوزنابروكر تسايتونغ مثلًا تتوقع ألا تخرج هذه الزيارة عن المألوف ولن تتجاوز حدود تبادل المجاملات إلى الحديث عن المسائل الخلافية.. وكتبت الصحيفة تقول: "بقدر ما هو كبير عدد المرافقين للمستشارة في زيارتها إلى إسرائيل، بقدر ما هو صغير حجم التوقعات من هذه الزيارة.. الجانبان معًا سيؤكدان مرة أخرى صداقتهما المتينة. هذا أمر مفروغ منه، لكن هل سيحققان تقدما في مسائلهما الخلافية كسياسة الاستيطان مثلًا؟"، تتساءل الصحيفة.. وتابعت نويه أوزنابروكر تسايتونغ: "لقد اتفقنا على ألا نختلف.. هذه هي الصيغة المتفق عليها إلى حد الآن. هذه الصيغة توثق الاختلافات دون هدم الجسور وتصف بوضوح نهج أنجيلا ميركل تجاه إسرائيل.. فميركل هي الأخرى لا تتفق مع بناء المستوطنات الإسرائيلية، إلا أنها لا تذهب بعيدًا حتى تجعل من ذلك جدالا ظاهرًا أو إثارة ضجة.". ويمكن اعتبار هذا النهج "مهارة دبلوماسية"، لكنه قد يكون أيضا "مخيبا للآمال". أما صحيفة أوست تورنغر تسايتونغ، فكتبت بخصوص زيارة ميركل إلى إسرائيل تقول: "لفتات كبيرة وكلمات جميلة، لكن المظاهر خداعة. العلاقات ليست مثالية على الإطلاق. على الأقل، هذا ما يشعر به الإسرائيليون. فهم يشعرون في كثير من الأحيان أنه تم التخلي عنهم وأٌسيء فهمهم (...)". واستطردت الصحيفة تقول: "ينتظر (الإسرائيليون) من أنجيلا ميركل تضامنا كاملًا وتحيزًا كليًا لإسرائيل. وهنا يلعب التاريخ والعامل النفسي والارتباك الألماني دورًا في ذلك. من المؤكد أن مصلحة ألمانيا العليا تفرض دعم إسرائيل وحمايتها.. لكن يجب أن يبقى انتقاد إسرائيل ومطالبتها بمزيد من الحلول الوسطى والخيال السياسي أمرا ممكنًا". الصحف الألمانية خصصت حيزا مهما من تعليقاتها لما يجري من أحداث في أوكرانيا. وترى هذه الصحف أن أكبر تحد ينتظر أوكرانيا هو الفساد الذي يتحكم في دواليب الدولة الأوكرانية. وفي تعليق بعنوان "عدالة منتصر مشكوك فيها" كتبت صحيفة نويه أوزنابروكر تسايتونغ: "أسقط الثوار نظام فيكتور يانوكوفيتش الفاسد. فهل ستصبح أوكرانيا بذلك في وضع أفضل؟ هذا أمر يستوجب التشكيك فيه. لأن صفوف المعارضة تكاد تكون خالية من الديمقراطيين الحقيقيين". وتابعت الصحيفة "حتى رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي تم الإفراج عنها ليست بالملاك البريء، كما يتم تصوريها بشكل خاطئ في الغرب. ففي الحقيقة تيموشينكمو لا تقل تعطشا للسلطة من يانوكوفيتش وليست أقل جشعًا منه". وفي نفس الاتجاه ذهبت تورينغيشه لندستسايتونغ التي أشارت أيضًا إلى دور الاتحاد الأوربي في إخراج أوكرانيا من الأزمة. وكتبت الصحيفة تقول: "لدى الاتحاد الأوربي مشكل. مشكل اسمه أوكرانيا (...). الآن فقط، سيبدأ بدل الجهد، فالآن سيتم دفع ثمن تحول (أوكرانيا) في اتجاه أوربا. يجب على بروكسيل أن تجد حلًا مشتركًا مع صندوق النقد الدولي". وتابعت تورينغيشه لندستسايتونغ: "أوكرانيا لا تزال في قبضة الفساد. فساد لا يشمل رجال الأعمال فقط بل السياسيين أيضًا. قد تكون يوليا تيموشينكو قد عانت في سجنها، لكنها بالتأكيد لم تجمع ثروتها بالطرق المشروعة فقط". هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل