محمد «5 سنوات»: أذان الضهر يا خالو أنا: ماشي يا حبيبي.. الله أكبر محمد: هو ربنا بيحبنا يا خالو أنا: آه يا حبيبي بيحب كل الناس محمد: عايز أشوفه أنا: بص يا حبيبي ربنا موجود في كل مكان.. هو بيشوفنا واحنا مش بنشوفه محمد: طيب هو إحنا جينا إزاي هنا؟ أنا: زمااااااااااااااااان قوي ربنا خلق سيدنا آدم يا حبيبي وبعدين خلق له مراته ستنا (حوا) وبعدين نزلوا من السما على الأرض وخلفوا ناس كتير بقى لحد ما إحنا جينا.. محمد: طيب هو أنا ليه مش في الفيديو بتاع فرح ماما وبابا؟ أنا: بص أنت جيت بعد الفرح يا حبيبي محمد: إزاي؟ أنا: كنت في بطن ماما ولما كبرت شوية نزلت بقى وفرحنا بيك وأنت كبرت أهو في أقل من ثانية هز «محمد» رأسه، قائلا: «ماشي».. ابتسمت في وجهه ومنحته «قبلة»، ثم واصلنا مشاهدة التليفزيون.. حقيقة لم أكن أتخيل أن يوجه الطفل الصغير مثل هذه الأسئلة يومًا من الأيام، ولكنني بتلقائية وجدتني أجيب بنفس الإجابة التي سمعتها من أمي وأنا لم أتجاوز الست سنوات، لكن صراحة كانت سعادتي كبيرة عندما وجدت «ابن أختي الصغير» اقتنع إلى حد ما بإجابتي.. اليوم ونحن في القرن ال21، هناك آباء كثيرون يعجزون عن الإجابة على مثل هذه الأسئلة، بل أن الأب أو الأم أحيانًا يجيبان إجابات مثل «ملكش دعوة.. متسألش.. اسكت خالص»، ولا يدركون أن ذكاء أطفالهم يتجاوز هذه المرحلة، وأن إعطاء إجابة «صريحة بابتسامة في وجه الطفل» ربما تكون أفضل كثيرًا من «التكشيرة» أو «ثقافة التتويه» وإلهاء الطفل في أي شيء آخر، لأن السؤال ببساطة سيتكرر وسيكون الطفل منتظرًا إجابة شافية. وفي إطار ما سبق، طالب عدد من أساتذة علم النفس أولياء الأمور بالبحث وتعلم كيفية الرد على أطفالهم، عندما يتعرضون لأسئلة حياتية ويعتبرها الأباء «محرجة» مثل سؤالي «أين الله؟.. وكيف جئنا للحياة»، مشيرين إلى أن ذلك يحول دون تعرض ولي الأمر للإحراج أمام أبنائه أو يرد بشكل غير سليم، فيتوجه فكرهم إلى طريق خاطئ. وفي إطار ذلك، قال «محمود جمال أبو العزائم - رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية- إن عددًا كبيرًا من أولياء الأمور يتعرضون كثيرًا لأسئلة غير متوقعة من أطفالهم، مثل: «أين الله؟.. كيف جئنا للحياة؟.. كيف نرى الله؟»، مشددًا على ضرورة أن يكون لدى أولياء الأمور بعض العلم الذي يسمح لهم أن يردوا على أسئلة أطفالهم دون تضليل فلكل عمر أسلوب في المعاملة والإجابات المختلفة. «أبو العزائم» أضاف أن «أبسط إجابة لابد وأن يعلمها أولياء الأمور، لكي يردوا على أسئلة أطفالهم هو أن كل البشر هم أولاد آدم، وأن الله عز وجل يعلم ويرى ونحن لا نراه وهذه حكمة الكون»، لافتًا إلى أن «هناك عددا كبيرا من أولياء الأمور يضللون أبناءهم، حينما يطرح عليهم بعض الأسئلة، مما يفقدون أطفالهم الثقة بهم بعد ذلك». وأوضح رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية أن عددًا كبيرًا من الأسئلة التي يطرحها الطفل «طبيعية» بحكم سنه ورغبته في معرفة الكون وما يدور حوله، ولذلك لابد وأن يتصف أولياء الأمور حينها بالحكمة. بينما، رأت «سامية ساعاتي - أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس» أن «الأطفال بحكم سنهم دومًا، يتعرضون لوسائل الإعلام ويشاهدون قنوات مختلفة، ومن هنا ينبع من داخلهم بعض الأسئلة منها على سبيل المثال: لماذا نحاسب يوم القيامة؟»، مشيرًا إلى أنه «لابد وأن يكون ولي الأمر يعلم أنه سيأتي يوم ويتعرض لمثل هذا السؤال، مطالبة الأباء بإجابات «مبسطة» للطفل بعيدة عن أي تضليل له حتى لا يفقد الطفل الثقة في أولياء أموره. «الساعاتي» تطرقت إلى أن هناك عددا كبيرا من أولياء الأمور يتهربون من هذه الأسئلة بقولهم لا أعلم، مؤكدة أن هذا السلوك خاطئ بالمرة، ويفضل حينما يعجز الأب أو الأم عن الرد فيقومان بالاسترشاد بالإخصائيين من الشيوخ ممن لديهم الخبرة في التعامل مع الأطفال حتى يجدوا الإجابات الصحيحة.