«سوميا».. أبو الجن تمنى على الله أن يصير «عجوزهم شابا» فأنعم عليه بنعم كثيرة وقوى خارقة الطفل «إبليس» كان صالحا ومخلصا لله في العبادة واقتدى ب«الملائكة» في الطاعة من هو الشيطان؟ هل هو من الجن؟ أم من الملائكة؟ كيف خلق؟ وماذا كان دوره قبل أن يرتكب المعصية الكبرى ويرفض السجود لآدم؟ اختلفت الآراء حول حقيقة الشيطان، هل هو من الجن..؟! أم كان ملكا، حتى أن القرآن الكريم صنفه تارة أنه من الملائكة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ) وتارة أخرى جاء تصنيفه في القرآن باعتباره من الجن (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ). عندما خلق الله آدم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض تعجبت الملائكة مخاطبين الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمونُ)، فكان تعجب الملائكة من خلق الله لآدم، حتى لا يخطو آدم وأبناؤه خطوات بنى "سوميا " - أبو الجن - الذي خلقه الله قبل خلق آدم عليه السلام بالفى عام، فقد خلق الله الجن قبلنا وأسكنهم الأرض، وعندما قال الله لسوميا تمنى ما شئت، فقال أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شابًا، فحقق له ربه ما أراد وأنعم على الجن بنعم كثيرة وقوى خارقة، منها الانتقال لمسافات بعيدة في لحظات، بالإضافة إلى قدرتهم على الطيران والعمر الطويل والتشكل بأى هيئة كما يريدون بالإضافة إلى قدرتهم على التخفى. وأطاع الجن الله وأخلصوا في عبادته وساروا على نهجه عشرات السنين إلى أن توالت الأمم من الجن، حتى أتت أمة من فرط القوة التي منحها الله لهم عاثوا في الأرض فسادا وابتعدوا عن عبادة الله وزاد انحرافهم عن الطريق، فأخذهم الكبرياء واغتروا بقوتهم المفرطة وأخذوا يقتلون بعضهم البعض ويأكلون بعضهم، الأمر الذي أغضب الله عزل وجل وجعله يأمر ملائكته بمحاربتهم، فنزل جنود الله من الملائكة إلى الأرض وقتلوا الجن شر قتلة وشردوا منهم الكثير ولم ينجوا من الجن سوى القليل اختبئوا بالجزر والجبال مشردين خارجين عن رحمة الله عز وجل. وتذهب الروايات إلى أن الملائكة أسرت في هذه المعركة طفلا جنيا صغيرا يسمى – إبليس- وأخذوه معهم إلى السماء حسبما جاء في تفسير ابن مسعود. ونشأ إبليس بين الملائكة حتى إنه يقال إن جبريل عليه السلام هو من تولى رعايته وزرع بداخله قيم وتعاليم الله، وبالفعل شب إبليس على طاعة ربه وكان صالحا مخلصا لله في العبادة، فقد اقتدى بجبريل والملائكة في الصلاح وطاعة الله والأعمال الصالحة، فرضى الله عنه وكرمه عز وجل وجعله من أشراف الملائكة، وكان له سلطان السماء الدنيا وسلطان الأرض وعاش إبليس آلاف السنين في رضا ربه ورحمته. وأراد الله عز وجل أن يكون له في الأرض خليفة، فخلق آدم من الطين وأمر الملائكة بمن فيهم إبليس بالسجود لآدم إلا أن إبليس رفض بكبريائه السجود، لأن آدم خلق من طين، فكيف له وقد خلق من النار أن يسجد له، ومن هنا بدأ الصراع الأبدى بيننا وبين الجن، فإبليس اللعين كان من الجن رفعه الله إلى منزلة الملائكة بأعماله الصالحة لكن كبرياءه كان السبب في شقائه وشقائنا إلا من رحم ربى إلى الأبد.