سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ندوة "الهوية والتاريخ" بمعرض الكتاب.. عبد الحليم نور الدين: نحن لسنا حاميين ولا ساميين.. ومصر ليست هبة النيل.. زبيدة عطا: الشخصية المصرية وسطية تنبُذ العنف.. مصر سلسلة واحدة متصلة
أقيمت اليوم الثلاثاء بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، ندوة تحت عنوان "الهوية والتاريخ" إدارة الدكتور خلف الميري، بحضور الدكتور عبد الحليم نور الدين، أستاذ آثار رئيس اتحاد الأثريين المصريين ومقرر لجنة الآثار بوزارة الثقافة، والدكتورة زبيدة عطا، مقررة لجنة التاريخ بوزارة الثقافة. بدأ الدكتور عبد الحليم نور الدين الندوة بطرح سؤال: أنحن عرب أم فراعنة، وهو السؤال الذي دومًا ما كان يتعرض له في أوربا، وقال نور الدين إننا مصريون تظلنا المظلة العربية مع الاحتفاظ بخصائصنا الشخصية، وأننا نستخدم كلمة فرعون بشكل لا يليق بنا وأصبحت كلمة فرعون تشير إلى من حكموا البلاد بشيء من الديكتاتورية. وذكر نور الدين أن الحضارة تُنسب إلى الإنسان أو الأرض فهي إما حضارة المصريين القدماء أو مصر القديمة، فنحن مصريون عرب ولا داعي لطرح سؤال أنحن عرب أم فراعنة. وعن تعريف الهوية قال نور الدين إن الهوية هي مجموعة السمات المكونة لثقافة الشخص أو ثقافة الأمة وينطوي تحتها مجموعة من التقاليد والعادات والقيم والمُثل التي تُكون شخصية الإنسان. وأضاف: في ظل فترات الأزمات تتفاعل كل المكونات أو السمات التي تشكل هوية الإنسان، فيحاول الباحثون معرفة أسباب هذا التفاعل بين السمات والمكونات والتي عندما تنصهر سويًا تظهر الهوية. وأضاف أننا لسنا حاميين ولا ساميين؛ فلا هناك لون بشرة ولا شيء معينا يمكن التحديد من خلاله، والإنجيل ليست فيه إشارات تاريخية، ومصر محصنة تاريخيًا وعلينا النظر إلى جغرافيتها متأملين حدودها الطبيعية التي حباها بها الله. وأشار إلى أن الهكسوس وغير الهكسوس لم ولن يغيروا شيئًا من الهوية المصرية. واستطرد نور الدين: لنهر النيل دور في تكوين الهوية المصرية، ومصر ليست هبة النيل، بل مصر هبة الإنسان المصري، لأنه لو النيل هو الذي يصنع الحضارة لماذا لم يمنح النيل كل الدول التي يمر بها نفس ما منح لمصر، النيل ليست كلمة مصرية ولا إنجليزية ولكنها مشتقة من كلمة يونانية على اسم الإله نينوس. واختتم قائلًا: المصري آمن بالاتصال بالعالم الخارجي ولكن في إطار سلمي، ونجح في تحقيق العدالة الاجتماعية، ورغم تعدد الطبقات في مصر القديمة ولكن كان هناك توازن طبقي. فيما قالت الدكتورة زبيدة عطا إن الشخصية المصرية، شخصية وسطية سواء في العصر القديم أو القبطي أو الحديث لا تُحرض على العنف، وليس كما قال البعض إنها شخصية مستسلمة منهزمة. وعن الدين، ذكرت عطا أنه لعب دورا أساسيا في العصور القديمة والمسيحية والحديثة، فمصر سلسلة واحدة متصلة. وأشارت إلى أنه في الفترة الإسلامية كانت هناك أكثر من خلافة إسلامية شيعية وعباسية وغيرها، ففكرة القومية أو العروبة لم تكن مطروحة في ذلك الوقت. وردًا على أحد المؤرخين الأجانب الذي تعجب من أن مصر تشتري العبيد لتجعلهم على رأس جيوشها، في حين أن البلاد الأخرى تشتريهم لخدمتها، قالت: بالنظر إلى مصر في هذه الفترة نعلم أن سبب ذلك هو أن مصر كانت مطمعا للأجانب والأتراك. وعن اتجاهات الهوية المصرية، قالت إنها تعددت فهناك الاتجاه العربي والذي يعد زعماؤه محمد علوبة باشا وعبد الرحمن عزام، والاتجاه الشيوعي والذي بدأ عند الأجانب، ثم انتقل إلى المصريين مثل سلامة موسى وأحمد حمروش. والاتجاه القومي وهو الذي دعا إلى استقلالية الدولة المصرية فهي لا تتبع أحدا، في نفس الوقت الذي نادى فيه سلامة موسى بفرعونية الدولة، إلى جانب الاتجاه الإسلامي الذي تبناه جماعة الإخوان متمثلة في حسن البنا، وجماعة الشبان المسلمين الذي يرأسها صالح حرب باشا. وعن فترة حكم جمال عبد الناصر قالت عطا، إن أفريقيا كان لها ولاء شديد لمصر، فقد اهتم ناصر بالاتجاه العروبي والأفريقي معًا على عكس فترة حكم محمد أنور السادات الذي قال إنه زعيم مصري وليس عربيا ومن هنا بدأت مصر العمل على القومية المصرية.