استطاع الحصول على ثقة «بن لادن».. وسيناريو تجنيد «الأتباع» جعله الذراع الأيمن لمؤسس القاعدة بن لادن أسس «القاعدة» بمساعدته وظهرت قدراته بعد التخطيط لهجمات 11 سبتمبر تأثير الظواهرى في فكر بن لادن وخطته الحركية لم يكن أحادى الجانب وإنما كان لأسامة بن لادن أثر أيضا في فكر ومنهج الظواهرى وجماعة الجهاد انظم إلى الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين دولار خصصتها واشنطن جائزة مقابل القبض على الظواهرى المصادر.. ويكيبيديا الموسوعة الحرة تقارير من جريدة الشرق الأوسط وكالة الصحافة الفرنسية في مايو 2011 وبعد مرور عشرة أعوام تقريبا على تفجيرات 11 سبتمبر، وجهت القوات الأمريكية ضربة قاسية لتنظيم القاعدة، الأمر الذي أفقده زعيمه أسامة بن لادن، لتنتهى أسطورة الرجل المراوغ الذي هدد أمن العديد من الدول على رأسها أمريكا، ومع رحيل بن لادن طرح السؤال مجددا عمن سيخلفه في زعامة التنظيم، إلا أن الحيرة لم تدم طويلا بعد أن تولى أيمن الظواهرى الرجل الثانى في «القاعدة»، وأوفر رجال بن لادن حظا أمور التنظيم الإرهابي، فالرجل كان ساعده اليمنى، واستمد مكانته كونه من مؤسسى التنظيم، إضافة إلى أن هروب عدد من قادة التنظيم واعتقال البعض الآخر منذ اندلاع الحرب الأمريكية على الإرهاب ساعده كثيرا في الوصول لزعامة التنظيم. وحتى هذه اللحظة ومنذ توليه زعامة تنظيم القاعدة حرص الظواهرى على تقليد زعيمه الأسبق فيما يخص العيش في الخفاء، بعد أن أصبح هدفا لأمريكا، حيث خصصت واشنطن جائزة 25 مليون دولار لكل من يدلى بمعلومات تؤدى إلى إلقاء القبض عليه، فالرجل له تاريخ طويل في ممارسة الأعمال الإرهابية، ويعد أحد مؤسسى حركة الجهاد الإسلامى في مصر قبل التحاقه بتنظيم أسامة بن لادن في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وبعد أن شعر الظواهرى بالخطر قرر رفع رتبة ناصر الوحيشى في التنظيم إلى ما اسماه «المدير العام» لعمليات القاعدة مما يجعل الوحيشى الرجل الثانى في التنظيم وهو نفس الموقع الذي كان يشغله الظواهرى. وعلاقة الظواهرى بالتنظيم قبل رحيل أسامة بن لادن، كانت واضحة لأمريكا للغاية مقارنة بباقى أعضاء «القاعدة»، فالظواهرى كان العقل المدبر للتنظيم وصاحب القرارات الرئيسية في هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة، كونه الأقرب من بن لادن وشريكه في تأسيس التنظيم، وكلها صفات أهلت الظواهرى الذي يتمتع بثقة الأوساط المتطرفة لتولى قيادة «القاعدة» بعد رحيل زعيمها أسامة بن لادن. وكان قد ذكر حذيفة عزام وهو صديق قديم لأسامة بن لادن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن أيمن الظواهرى هو من يقود القاعدة منذ سنوات، لأنه أكثر تشددا من بن لادن، فهو على الأرجح الزعيم «مكرر» الذي يدير دفة أمر التنظيم عبر إثباته سلامة البنية التحتية ل»القاعدة» بعد سنوات من الحرب على الإرهاب. من جانبه وضع محامى الأصوليين، منتصر الزيات، النقاط على الحروف في توضيح خفايا العلاقة بين الرجلين في تصريحات سابقة لجريدة «الشرق الأوسط» قائلا: « هناك عوامل كثيرة ساعدت في صنع العلاقة بين الرجلين على النحو الذي أزعج العالم كله، وكان تأثير كلا الرجلين بالآخر مهمًا واستراتيجيًا، فمن جهة كان الظواهرى لفترات طويلة يردد أن الشكل الوحيد المقبول للجهاد هو الكفاح المسلح، وأن المسلم الصادق ينبغى عليه أن يواجه أولًا الكفر الداخلى «العدو القريب» ثم يواجه الكفر الخارجى «العدو البعيد»، لكن الظواهرى فاجأ العالم كله في فبراير عام 1998 بانضمامه إلى «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين» تحت زعامة بن لادن والتي حددت أهدافها في صورة فتوى شرعية توجب على المسلمين قتل الأمريكيين، «مدنيين وعسكريين» ونهب أموالهم، واعتبرت ذلك الأمر فرضا على من استطاع من المسلمين في كل أنحاء العالم، فكانت تلك الوثيقة كاشفة وليست منشئة لتحولات الظواهرى الفكرية والحركية معًا بنقل المعركة من المواجهة ضد العدو القريب إلى المواجهة ضد العدو البعيد ممثلًا في أمريكا وإسرائيل. ويوضح الزيات: «لا شك أن أسباب تحول الظواهرى إلى جبهة بن لادن يرجع لأسباب عديدة منها الإخفاقات العسكرية في العمليات التي قام بها أفراد تنظيمه الجهادى داخل مصر باستهداف رموز في الحكومة المصرية ومنها الخلل الإدارى العميق في الجماعة والذي أسفر عن ضبط أعداد كبيرة من أعضاء التنظيم داخل مصر، وما سببته تلك العمليات الفاشلة من ضبط كثيرين من أعضاء الجماعة من العناصر النائمة التي لم تكن مرصودة أمنيا ومنها أيضا نقص الدعم المالى اللازم للإنفاق على أنشطتها وتحركات بعض قياداتها ومعيشة كثير من أعضائها خاصة في بعض محطات الخارج مثل اليمن والسودان، وعدم قدرة الظواهرى على تدبير رواتب معيشية لقيادات تنظيمه وعوائلهم، فصدرت تعليمات في ذلك الوقت إلى العديد من تلك العناصر بمحاولة البحث عن مصادر مالية وتسببت تلك الأزمة المالية في توتر العلاقة بين أيمن الظواهرى وحليفه بن لادن لعدم قيام الأخير بواجباته التي وعد بها في الإنفاق على التنظيم وعناصره الموجودة بالخارج». ويضيف محامى الأصوليين: «لقد زرع الظواهرى حول بن لادن نخبة من أخلص رجاله ممن صاروا لاحقا أبرز العناصر المعاونة ل بن لادن وقادة تنظيم القاعدة، وهؤلاء كانوا يدينون بالولاء للظواهرى شخصيا وتاريخيا مثل على الرشيدى أمين الشرطة الذي فصل من الخدمة لانتماءاته الأصولية بعد «أحداث المنصة» في أكتوبر 1981 وأطلق عليه في أفغانستان «أبو عبيدة البنشيري» وأيضًا أبو حفص المصري، المكنى محمد عاطف، وهو صبحى عبد العزيز أبو سنة من مواليد محافظة البحيرة وكان قد ترك مصر في وقت مبكر من الجهاد الأفغانى بعد طرده من الخدمة العسكرية أيضًا لانتماءاته الدينية، وفى هذا السياق ينبغى أن نشير إلى خطأ اعتقاد كثيرين على غير الحقيقة أن سبب تحولات بن لادن الجهادية هو الشيخ عبد الله عزام، أمير المجاهدين العرب، داخل أفغانستان، فعزام كان يستخدم بن لادن في أغراض إغاثية ومالية لدعم المجاهدين في الحرب ضد الروس وكان تأثر بن لادن به مرتبطا بالحدود السياسية والفكرية والجغرافية بالجهاد ضد الروس لتحرير أرض أفغانستان لأن عزام كان حريصا على عدم التصادم مع الحكومات العربية التي تدعمه، ويمكن أن نقول إن ذلك ساعد الظواهرى كثيرًا في التحولات الجذرية داخل فكر بن لادن». ويشير الزيات إلى أن تأثير الظواهرى في فكر بن لادن وخطته الحركية لم يكن أحادى الجانب وإنما كان لأسامة بن لادن أثر أيضا في فكر ومنهج الظواهرى وجماعة الجهاد، وقد سنحت لابن لادن تلك الفرصة حين وجه النصح للظواهرى بضرورة وقف العمليات العسكرية المسلحة داخل مصر، وأن يتحالف معه ضد عدو مشترك هو الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ولقد تزامنت تلك الفكرة مع عودتهما بتشكيلاتهما التنظيمية إلى أفغانستان بعد دخول حركة طالبان إلى كابل وسيطرتها على 95% من الأراضى الأفغانية، فأصبح بن لادن يتعهد بتوفير الحماية اللازمة للظواهرى وأفراد تنظيمه داخل أفغانستان تحت لواء حركة طالبان إلى أن تأثر الظواهرى بعرض بن لادن تكوين الجبهة الإسلامية ووقع على وثيقة تأسيسها في فبراير سنة 1998 وكان من الطبيعى أن يكون بن لادن هو زعيم هذه الجبهة وأن يبرع إعلاميًا في الحديث عنها وأن يثير عواطف الشعوب العربية والإسلامية عند حديثه عن القضية الفلسطينية وتهديد الوجود الأمريكى في منطقة الخليج، وإذا كان بن لادن هو زعيم هذه الجبهة