رضى بدوره في الصفوف الخلفية.. وموسى أكرمه بطلب النبوة شقيق النبى موسى عليه السلام وسانده لما بلغ83 عام عمر هارون عليه السلام المصادر.. ويكيبيديا الموسوعة الحرة ارسل معى هارون أخى رغم أن آيات القرآن الكريم أشارت إلى تلك العلاقة الهشة بين قابيل وهابيل، باعتبارها أسوأ علاقة إنسانية بين أخوين، لكنها على الجانب الآخر لم تغفل ما كان بين موسى وهارون عليهما السلام، حيث أحب «هارون» أخاه، حبا لا يعرف أسبابا ولا دواعي، لذا كانت أرقى علاقة بين أخوين في التاريخ. في البداية كان هارون يزور سيدنا موسى في قصر فرعون على أنه ابن مرضعته، فعرف موسى أن المرضعة أمه، وأن هارون أخوه، وبدأ هارون يحكى لموسى مأساة بنى إسرائيل ويشكو له همه، فقد كانا يعبدان الله سويًا ويذكران الله سويًا، حتى أصبحا شركاء في رسالة واحدة وهى إصلاح بنى إسرائيل. حقيقة لم يبخل هارون في عطائه، فكانت العلاقة فيما بينهما تكاملية روحانية، وبرضاء زينه الإيمان وقد قبل هارون أن يلعب دور الرجل الثانى لجوار موسي، فكان بطلا مخلصا، رضى بدوره في الصفوف الخلفية وساند أخاه دون أن يسمح لمشاعر الكرة والحقد أن تتسرب لقلبه، رغم أنه أكبر سنا وأفصح لسانا، وأحب لقومه من موسي، حينها لم يكن أمام سيدنا موسى إلا أن يكرم أخاه، فذهب إلى ربه ثانية ليطلب النبوة لهارون، ولم يرده الله خائبا، فبعد أن اعترف أمام الله قائلا: «وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي»، من الله عليه بقوله تعالى «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا». ومن هنا كان هارون نبيا ورحمة من الله، فقد تقاسما متاعب الرسالة وعبء نشر الإيمان، حيث وقف هارون بجوار شقيقه موسى وسانده، وكان دائما على استعداد للتضحية بحياته فداءً لأخيه، وبقيا متجاورين إلى أن لقي هارون ربه، ثم لحق به موسى بعد أقل من عامين. التاريخ يذكر لهارون أنه كان رجلا طيبا مخلصا، يعطى دون أن ينتظر مقابلا لعطائه، وطوال رحلته مع أخيه لم يعترض على أمر يقره موسى أو يحتج في مرة على قرار يخدم الرسالة وإصلاح بنى إسرائيل، بل كان دائما سندا لأخيه، ولم يسمع لوشاية القوم حين ترك موسى بنى إسرائيل وذهب لميقات ربه لمدة أربعين يوما، حيث رفضوا أن يطيعوا أمره، فهم يعلمون أن سيدنا هارون هو الرجل الثانى لذلك كانوا يحاولون الإيقاع بينه وبين سيدنا موسى فقالوا إن موسى لم يأخذ سيدنا هارون معه لميقات ربه، لأنه يغار منه ولأن رب موسى يحب هارون أكثر من موسى، أيضًا عندما عاد موسى ورأى القوم يعبدون العجل قالوا له إن سيدنا هارون هو الذي أمرهم أن يعبدوا العجل، رغبة منهم في الإيقاع بينهم. أما هارون فقد كان مخلصا شديد الحنان والعطاء، ومؤمنا بدوره في إتمام الرسالة، فلعب دور الرجل الثانى حتى تقارب ومنزلة موسى عند ربه، ولم تفصل بينهما سوء سماء واحدة. ولم يكف بنو إسرائيل عن الإيقاع بين موسى وأخيه حتى بعد أن انتقل هارون إلى دار الآخرة قبل موسى بأعوام قليلة، حيث صعد موسى وهارون إلى جبل فقبضه الله تعالى في ذلك الجبل، أي هارون، فلما نزل موسى قالوا له إنه قتل أخاه لأنه كان أرأف ببنى إسرائيل على عكس موسي؛ وهنا أظهر الله براءته من هذا الاتهام وأعاد هارون للحياة ليخبر القوم بنفسه أنه مات ولم يقتله موسى. ويموت هارون ويدفن موسى بيديه رفيق العمر والإصلاح والرسالة.